شكّل قرار الحزب الديمقراطي الكردستاني – العراق بإغلاق معبر سيمالكا من طرفها ردود فعلٍ واسعة مُندّدة بكيفية اتخاذها مثل هكذا قرار مُجحف بحق روجآفا / شمال وشرق سوريا والذي يعتبر الشريان الوحيد لأهالي المنطقة.
التنديد لم يكن عن عبث ومجرّد اتهام، بل اعتمد على عدة عوامل منها المقاطع المصوّرة التي توّضح أنّ الهجوم بالحجارة حصل من طرف الإقليم، وحتى لو تم الافتراض أن إغلاق المعبر بسبب الشبيبة الثورية إلا أنها لم تكن مقنعة للأغلبية لأنها أمرٌ غير منطقي.
وفي العودة إلى حيثيات الموضوع أفادت مصادر خاصة أنّ اتفاقاً بين الاستخبارات التركية والحزب الديمقراطي الكردستاني والمجلس الوطني حصل في الآونة الأخيرة لضرب شعبية الإدارة الذاتية، ورأت هذه الأطراف في إغلاق معبر سيمالكا / فيش خابور هدفاً ومصلحةً لها كون أنّ الأهالي يعتصمون هناك منذ أكثر من شهرين ونصف الشهر وهو ما سيكون اتهاماً سهلاً للغاية من وجهة نظرهم.
ولإغلاق المعبر كان لا بدّ من توفر سبب ما حتى يتحقق الهدف المطلوب، فاستغلت هذه الأطراف المظاهرة التي دعت إليها الشبيبة الثورية والتي خرجت قبل ثلاثة أيام من وصولها للمعبر ليتم إصدار الأوامر إلى عناصر الحزب الديمقراطي الكردستاني برمي الحجارة وترديد عبارات استفزازية وتصوير الأمر بأن الشبيبة هم من بادروا إلى الهجوم لتكون حجةً لإغلاق المعبر.
لم يقتصر الاتفاق على موضوع الإغلاق فقط وإنما إعادة فتح المعبر من جديد وهو استمرار تنفيذ المخطط الخبيث والموضوع الرئيسي في المخطط، ولكن عن طريق الضخ الإعلامي تحت مسمى “وساطة المجلس الوطني الكردي” وتصوير الموضوع بأن هناك مفاوضات جارية بين المجلس الوطني الكردي وحكومة إقليم كردستان من أجل فتح المعبر الذي يعتبر الشريان الاقتصادي.
وحسب مصدر في المجلس الوطني الكردي أن هذا المخطط يهدف لضرب شعبية الإدارة الذاتية وإعلاء دور المجلس نظراً للفشل الذي مُنيّ به الأخير في تنفيذ المخططات التركية، وحتى يحظى المجلس الوطني بشعبية لدى سكان المنطقة وإمكانية فرض شروطها على الإدارة الذاتية بما يتناسب مع المصالح التركية خاصة وأن المجلس أعلن رفضه التفاوض مع الإدارة وقطعت وعداً لتركيا بعد أن رأت أن هناك نية جدية للإدارة للتفاوض مع تأكيد الولايات المتحدة وفرنسا ولكن هذا ما لم يتوافق مع المصلحة التركية التي أعلنت بصريح العبارة أن ستعمل كل ما بوسعها لفشل الوساطة الأمريكية.