كشفت صحيفة “ذا غارديان”، أمس الأربعاء، عن مقاطع فيديو مسجلة، يظهر فيه أقسى الانتهاكات التي كان يقوم بها ضباط مخابرات الحكومة السورية، في العاصمة السورية دمشق.
ويحتوي المقطع المسجل، على عمليات إعــدام جماعية لمدنيين، وتكويم الجثــث فوق بعضها وحرقها في حي التضامن بالعاصمة دمشق، وبتاريخ 16 إبريل/ نيسان 2013 ونفّذه “الفرع 227” من جهاز المخابرات العسكرية التابعة لحكومة دمشق.
وحذرت الصحيفة، في عددها الصادر، من احتواء المقطع المسجل على مشاهد قد تكون مؤلمة، مرفقاً بتقرير مطّول حول تحقيق أجراه باحثان وينشر في وقت لاحق.
وتظهر اللقطات كيف تم إلقاء القبض على مجموعات من المدنيين، وكانوا معصوبي الأعين، ومقيدي الأيدي، وساروا نحو حفرة الإعدام، غير مدركين أنهم على وشك أن يقتلوا بالرصاص.
وحصل أحد المجندين، على المقاطع المسجلة، خلال تسليمه حاسوباً محمولاً من إحدى ملـيشيات الحكومة السورية، حيث عمل على تحرير المقاطع من الحاسوب ونشرها في الفضاء العام، بحسب الصحيفة.
وقال الصحيفة: “بعد إنهاء عملية الإعدام الجماعي تلك رمياً بالرصاص، سكب مرتكبوها الوقود على الجثث المتراكمة وأضرموا النار بها ضاحكين، ويتستّرون حرفياً على جريمة حرب على بعد بضعة أميال فقط من مقرّ القيادة السورية”
وتم تسريب الفيديو إلى ناشط معارض في فرنسا ومنه إلى الباحثين أنصار شحّود وأوغور أوميت أونجور، العاملين في “مركز الهولوكوست والإبادة الجماعية” في جامعة أمستردام، مما شكّل مصدر خوف كبير بالنسبة للمجنّد الذي ينتمي إلى عائلة بارزة موالية لعائلة الأسد.
وأشار مارتن تشولوف، مراسل “الغارديان” في الشرق الأوسط، إلى إن الفيديو هو من أفظع ما رآه في الصراع السوري بأكمله، وقال إن هذه اللقطات “تعطينا لمحة عن جزء لم يسبق وصفه من الحرب المستمرة منذ 10 سنوات”.