التعددية هي الحل..

أتألم كثيراً من ما أشاهده من كراهية وتحريض في مجتمعنا السوري بشكل عام ولن نتجاوز هذا الضخ الفظيع إلا عبر غرس ونشر ثقافة التسامح والتنوع وقبول الآخر.
وبشكل جدي وليس مسايرة أو تمسيح للجوخ، بل نابع من التقدير والحب لهذا التنوع والفسيفساء الجميل واثراء للمكون الوطني، ولكي نخرج من هذه الأزمة والمعاناة، يأتي الدور الأكبر على عاتق القوى السياسية بكل أطرافها وبأخص القوى الوطنية الديمقراطية والشخصيات المستقلة التي لم تنحاز إلى السيناريوهات المشبوهة والعمل جميعاً على تجنيب الوطن والمواطن.
الأزمة الكارثية المعاشة الآن من كل النواحي، فالخطاب الاقصائي والتحريض من كل الأطراف لا يولد أي حلول إذا استمرا هكذا في المدى المنظور، لذا يجب تبني أسس وأفكار تعزز الروح الوطنية والتشاركية وتحويلها للثقافة عامة مرتبطة حتى النخاع لدى الجميع وبذلك نعزز روح المواطنة المتساوية والمساواة.
ومن المؤكد عندما يتم قبول التنوع القومي أو الاثني والخ.. داخل الهوية الوطنية الجامعة لا يعني إنها سوف تصادم مع الهوية الوطنية أو مع باقي المختلفين عنها لأن انتماء المجتمعات الموجودة في الإطار الوطني الواحد تعيش تحت قيم العيش المشترك والتآخي والوحدة الوطنية، وهذا لا يعارض الانتماء الوطني والقيم الوطنية بل يعززها ويعطي انفتاح لهذه المجتمعات على بعضها البعض، وعندها يتم تلقائياً وبشكل طبيعي الاعتراف بالآخر والقبول بالتنوع القومي والاثني والتعددية بكل أشكالها، وهنا يكمن جوهر التكامل الإنساني وطبعا لابد من وجود الظروف الملائمة والشروط لتطبيقها في واقعنا الذي يضخ فيه أفكار التعصب القوموي والشوفينية والمذهبية التي زادت في السنوات الأخيرة في ظل الحرب، وساعدت على انتشارها الفقر والبؤس والحرمان من العيش بحياة إنسانية لفئات واسعة، وبذلك أصبحت هذه الفئات بؤرة خصبة لقوى التطرف الديني والإرهاب، بإضافة لفئات أخرى تمسكت بشوفينية لمقاومة انهيار مصالحها وفئات أخرى تمسكت بقوموية لحماية نفسها.
التعددية هي من العوامل الطبيعية السليمة كحل لأي رقعة جغرافية تمتلك تنوع قومي اثني مذهبي الخ..
والتعددية ليست لأجل تشرزم وتفكيك المجتمعات أو الأمم بل هي تزيدها تماسكاً وقدرةً على العيش المشترك وتزيدها ترابطاً تشبه لوحة فسيفساء جميلة.
التعددية تعني الترابط الداخلي والوحدوية الوطنية.

علي بطال