قال الكاتب والمحلل السياسي مصطفى عبدو، إن التقارب الأخير بين سوريا وتركيا برعاية روسية، جاء بحسب ما تقتضيه المصالح الاقتصادية لجميع الأطراف، مشيراً إلى أن دمشق لن تجني شيئاً يذكر من هذا التقارب، في حين أن المعارضة السورية ستخسر كل أوراقها لأنها باتت في أضعف مراحلها.
وقال عبدو في حديثه لروز برس، إن الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا هي صاحبة الموقف الوطني المشرف على الساحة السورية بعد هذا التقارب.
وأضاف عبدو، المصالح الاقتصادية هي التي دفعت الأطراف الثلاثة (روسيا وتركيا وسوريا) نحو التحالفات والتكتلات.
وأشار عبدو إلى أن روسيا تهدف من خلال هذا الإجراء إلى حماية مصالحها في المنطقة بالدرجة الأولى، وتحييد تركيا عن صراعها مع أوكرانيا من جهة، ومع الغرب من جهة أخرى إضافة إلى أنها تحاول خلق توتر بين تركيا والناتو بعد ظهور أزمات مختلفة في المنطقة.
وأكد عبدو، أن دمشق تتفهم ماهية الأطماع التركية في سوريا ومنها “الميثاق الملّي” وتدرك جيداً أن إعادة المناطق المحتلة من قبل تركيا باتت صعبة عليه، وأن أردوغان لم يقدم على هذه الخطوة (التقارب) إلا عندما شعر بالخطر من الداخل التركي وخوفه من الفشل في الانتخابات الرئاسية القادمة.
وأشار عبدو، إلى أن دمشق تعاني من أزمات سياسية واقتصادية وعسكرية، وأنها وصلت إلى قناعة بأن من كان يقدم لها الدعم والسند (روسيا وإيران) هم أنفسهم باتوا يعانون ما تعانيه دمشق.
وقال عبدو، وربما هذا ما دفع دمشق إلى قبول الوساطة الروسية رغم إدراكها بأنها “الخاسر” من هذا التقارب.
ويرى عبدو، أن عودة العلاقات بين أنقرة ودمشق هي مكسب لموسكو لتوجيه صفعة للدول الغربية المعارضة لغزوه لأوكرانيا، في حين أن تركيا لن تنال طموحها من هذا التقارب لأن الداخل التركي بدأ بالغليان والانتخابات الرئاسية ستكون حاسمة، بحسب تعبيره.
وتوقع عبدو، أن دمشق ستكون خسارتها مضاعفة لأنها ستخسر أقرب أصدقاءها (إيران) الرافضة لهذا التقارب حتى الآن على الأقل، في حين أن المعارضة السورية ستخسر كل شيء بعد هذا التقارب.
الوسومmanset
شاهد أيضاً
“تيك توك” تدخل عالم الذكاء الاصطناعي من بوابة الإعلانات
أعلنت منصة تيك توك، عن إتاحة أداة تعمل بالذكاء الاصطناعي لجميع المعلنين لإنشاء مقاطع تسويقية، …