مَن كانت حقيقة غايته إنسانية لا يُسيس المساعدات، فمن المتعارف عليه ووفق القيم الإنسانية، عند وقوع الكوارث يجب التعامل مع ضحايا الكارثة دون النظر إلى التوجه السياسي أو الديني، العرقي أو حتى البيولوجي.
عندما وقع الزلزال الذي ضرب كل من سوريا وتركيا في السادس من شهر فبراير الجاري الإدارة الذاتية وضعت كافة الخلافات السياسية جانباً وأرسلت عشرات القوافل المحملة بالمواد الغذائية والطبية، علاوة على صهاريج محملة بالوقود لتسريع إنقاذ العالقين وانتشال الضحايا، وكما هو متوقع عرقلت دولة الاحتلال التركي دخول المساعدات إلا أن التفت الإدارة الذاتية حول رفضها وجعلت المساعدات تحت مسمى العشائر والمبادرات الأهلية، بينما حكومة دمشق اشترطت الاستحواذ على 70% من المساعدات، وفق تقارير إعلامية “سبق نشرها على موقعنا”.
الحزب الديمقراطي الكردستاني هو الآخر يعمل على منع دخول المساعدات القادمة من الخارج لشمال وشرق سوريا ليستولي عليها ويرسلها باسم “جمعية برزاني الخيرية” إلى مناطق عفرين أي الواقعة تحت سيطرة الاحتلال التركي وتوزع على عوائل الفصائل الموالية لتركيا فقط دون غيرها، وفق ما أفاد مواقع إعلامية.
وبحسب المعلومات التي أفاد بها الهلال الأحمر الكردستاني، فإن سلطات الحزب الديمقراطي الكردستاني تمنع منذ 22 شباط مرور المساعدات الإنسانية إلى مناطق روج آفا عبر معبر سيمالكا لإيصالها إلى الهلال الأحمر الكردي في مناطق شمال وشرق سوريا.
وفي سبيل التظاهر بإرسال المساعدات الإنسانية ووقوفهم لجانب الشعب السوري ولغايات سياسية لا يدفع ثمن ذلك سوى أبناء الشعب الأعزل.