قال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الإيراني حسين أمير عبد اللهيان الذي يزور تركيا، الأربعاء، لإبداء التضامن معها في مواجهة كارثة الزلزال المروع الذي وقع في السادس من شهر فبراير الماضي، أن تركيا تلقت دعوة من روسيا لحضور الاجتماع الرباعي الممهد لاجتماع وزراء خارجية الدول الأربع (سوريا، تركيا، إيران وروسيا)، وفق ما تداولت وسائل إعلامية.
وأشار أوغلو( وفق الوسائل الإعلامية) أنه خلال الفترة الماضية كانت تعقد الاجتماعات ضمن إطار تطبيع العلاقات بين أنقرة ودمشق بصيغة ثلاثية، مؤكدا أن القمة الرباعية المرتقبة ستكون المسار الوحيد لحل الأزمة السورية “على حد تعبيره”، لتدعم إيران من جانبها على عودة العلاقات بين البلدين لسابق عهدها.
وقال: “الأسبوع المقبل سيكون هناك اجتماع رباعي في روسيا، سيشارك فيه نواب وزراء الخارجية، للتحضير للقاء وزراء الخارجية، حيث وجّهت روسيا الدعوة وطلبت عقد اجتماعات فنية للتحضير لاجتماع وزراء الخارجية”.
من جانبها صحيفة الوطن المقربة من الحكومة السورية قالت نقلاً عن “مصادر متابعة” إن اجتماع نواب وزراء خارجية (الحكومة السورية) وتركيا وروسيا وإيران يؤجل إلى حين الحصول على مجموعة من الضمانات.
وذكرت المصادر أنه في مقدمة الضمانات المطلوبة كانت “جدولة انسحاب القوات التركية من مناطق في شمال غربي سوريا”.
واستبعدت مصادر الصحيفة عقد الاجتماع في الموعد الذي أعلنه وزير الخارجية التركي بسبب عدم الحصول على ضمانات كانت قد طلبتها حكومة دمشق للسير قدماً في تطبيع علاقاته مع أنقرة.
ويرى مراقبون ومحللون للشأن السوري أنه إذا ما تم انعقاد القمة الرباعية هذه فهذا يعني أولاً: بيع استغناء دولة الاحتلال التركي عن كافة قوى المعارضة وبشقيها السياسي (الحكومة السورية المؤقتة) و(الائتلاف الوطني)، والعسكري (الفصائل المسلحة العاملة بأوامر الاستخبارات لتركية في المناطق السورية المحتلة كعفرين وتل أبيض ورأس العين وغيرها، فبعد أن تصل تركيا لغاياتها لم يعد أي ضرورة لهم وهذه السياسات ليست بالحديثة على الاحتلال التركي.
أما إذا وافقت الحكومة السورية بالانضمام لهذه القمة فهي تتنازل بذلك عن كافة الأراضي السورية المحتلة من قبل تركيا، والمساحات التي سيتم التنازل عنها هي وفق الآتي:
تقدر المساحة المحتلة في كل من (إعزاز/ جرابلس/ الباب/ عفرين/ رأس العين/ تل أبيض) بحوالي 8500 كيلومتر مربع
المساحة المحتلة من لواء اسكندرون تقدر ب 4800 كيلومتر مربع، أي أن مجموع ما تحتله تركيا من الأراضي السورية كافة يقدر ب 13300 كيلومتر مربع، وهو أضعاف ما تحتله إسرائيل في سوريا المتمثل بالجولان المحتل وتقدر مساحته ب 1200 كيلومتر مربع.
والحديث حول تطبيع العلاقات بين كل من أنقرة ودمشق ليس بالأمر الحديث حيث سبق أن عُقدت لقاءات لفترة طويلة بين أجهزة المخابرات في تركيا وسوريا بوساطة من روسيا، تطورت إلى عقد اجتماع على مستوى وزراء الدفاع ورؤساء أجهزة المخابرات في الدول الثلاث، في موسكو في 28 ديسمبر (كانون الأول) الماضي، في إطار مسار لتطبيع العلاقات بين أنقرة ودمشق، تسعى إليه روسيا