إغلاق “فيش خابور” وعلاقته بالاجتماع الرباعي
في الـ 12 من شهر أيار الجاري أعلنت إدارة معبر “فيش خابور” بأمر من سلطات الحزب الديمقراطي الكردستاني دون إخطار إدارة معبر سيمالكا وبدون توضيح الأسباب حينها.
وفي اليوم التالي أعلنت كذلك إدارة “فيش خابور” عن أن قرار إغلاق المعبر لا يشمل حاملي الجنسيات والإقامات الأوروبية.
لكن يوم الاثنين وفي الـ 15 من أيار الجاري تم شمل حاملي الجنسيات الأوروبية بالقرار نفسه مما أثار غضب الأهالي في شمال وشرق سوريا من تغيير القرارات بين الحين والآخر ومن كونه يعتبر شرياناً أساسياً تعتمد عليه المنطقة في المواد الأولية والصناعية وفي الحالات الإنسانية، مع العلم أن إدارة المعبر من جانب سوريا مفتوحاً باعتباره معبراً إنسانياً وفق ما أعلنت إدارة “سيمالكا” .
فيما بعد أعلنت كذلك إدارة المعبر ان سبب الإغلاق جاء على خلفية منع وفد من شمال وشرق سوريا من التوجه إلى إقليم كردستان العراق للمشاركة في مراسم افتتاح صرح البارزاني الخالد.
لكن محلل سياسي مقرب من المجلس الوطني الكردي في سوريا له رأي آخر فقد أوضح رافضاً الكشف عن اسمه أن ما يدّعيه الديمقراطي الكردستاني لا أساس له من الصحة، مشيراً أنه في حالات المنع، فأنه قبل إغلاق المعبر، يخرج المجلس الوطني الكردي ببيانات وهذا ما لم يحدث خلال الأيام الماضية، خصوصاً أن هناك ممثلين للمجلس الوطني الكردي في إقليم كردستان العراق وهم من يتولون المشاركة في هكذا أحداث، مشيراً أن قيادات الخارج في المجلس الوطني الكردي لا تفسح المجال أمام قيادات الداخل للمشاركة في هكذا أحداث خارجية حفاظاً على موقعها.
محلل سياسي آخر من شمال وشرق سوريا، ربط إغلاق المعبر بالاجتماع الرباعي الذي عقد بين وزراء خارجية الحكومة السورية وتركيا وإيران وروسيا يوم أمس.
حيث هناك مساعي من الدول العربية للتطبيع مع حكومة دمشق ويقابل ذلك مساعي روسية لتطبيع العلاقات بين دمشق وأنقرة، لافتاً أن التوجه العربي يقوم على حل الأزمة السورية وفق مبدأ خطوة مقابل خطوة، وقال إن المبادرة العربية في حل الأزمة السورية لا ترغبه إيران وروسيا المشاركتان في الاجتماع الرباعي، لأنها تقلل من نفوذهما وتقود دمشق إلى الحضن العربي خصوصاً أن السعودية والإمارات تمتلكان إمكانيات مالية هائلة ومصر تمتلك شركات كبرى وتستطيع هذه الدول عبر أموالها وشركاتها إعادة إعمار سوريا.
وانطلاقاً من ذلك، قال المحلل السياسي، إن روسيا وتركيا وإيران لهما مخطط حول سوريا، عبر إعادة سيطرة الحكومة السورية على عموم أراضي سوريا، وبشكل خاص شمال وشرق سوريا، مستشهداً بالتصريحات المضللة التي أطلقها وزير الخارجية الروسي حول مساعي الكرد لإنشاء ما أسماه “جيش سوريا الحرة” بدعم أمريكي، وكذلك اتفاق الأطراف على إعادة سيطرة الحكومة السورية على الحدود وعموم الأراضي السورية، مؤكداً أن ما جاء في بيانهم الختامي كان معادياً وبشكل صريح للإدارة الذاتية فقط، ولم يخرج الاجتماع الرباعي بشيء آخر سوى هذه المعادات.
لافتاً أن روسيا وتركيا تريدان فرض حصار شامل على الإدارة الذاتية، لإجبارها على قبول عودة قوات الحكومة السورية إلى مناطقها، بالاستفادة من تجربة انتشار قوات الحكومة السورية على الحدود السورية التركية في منطقة رأس العين بعد الهجمات التركية في تشرين الأول عام 2019 على تلك المنطقة وما تبعها بعد ذلك من انتشار لقوات الحكومة السورية والقوات الروسية في المنطقة.
موضحاً أن روسيا عدا إعادة سيطرة الحكومة السورية على المنطقة، وتريد العودة إلى معبر اليعربية الدولي، وأيضاً التحكم بمعبر الوليد الذي تدخل من خلاله تعزيزات التحالف الدولي وأمريكا، وبالتالي ترى في سيطرة قوات الحكومة السورية على المعبر اسلوباً مانعاً لمرور الدعم الأمريكي وبالتالي خروج القوات الأمريكية من المنطقة.
وتركيا تمتلك نفوذاً كبيراً على حكومة إقليم كردستان العراق وقرار إغلاق المعبر جاء بأوامر تركية بإغلاق معابرها مع الإقليم في حال عدم رضوخها لهذا الطلب، وهو ما أجبر حكومة الإقليم للرضوخ وإغلاق المعبر.
وقال إن قرار إغلاق معبر سيمالكا، اتخذ في الاجتماع الرباعي الذي عقد أمس في موسكو، وتولت أنقرة تنفيذه عبر إقليم كردستان، وذلك للضغط على الإدارة الذاتية لقبول توجه قوات الحكومة السورية إلى معبر اليعربية الدولي الذي يرفض العراق الحركة التجارية منه إلا بوجود ممثلين رسميين من الحكومة السورية.
بدورهم يناشد الأهالي في شمال وشرق سوريا لإعادة فتح المعبر “فيش خابور” نظراً لأهميته الاقتصادية والإنسانية لعموم المنطقة.