زادت وتيرة ترحيل اللاجئين للسوريين من تركيا إلى الشمال السوري، خاصة بعد أن فاز أردوغان بالانتخابات التركية الجديدة.
بالتستر وعلى العلن، ومنذ احتلال تركيا للأراضي السورية تسعى لإحداث تغيير ديمغرافي في المناطق التي تحتلها، فقد عمل الاحتلال وبمساعدة من عدة جمعيات تحت مسمى “خيرية” فلسطينة، كويتية وقطرية ببناء العديد من المستوطنات في الشمال السوري لتوطين سوريين آخرين إجباراً وليس “طوعاً” كما ادعى أردوغان، مكان السكان الأصليين المهجرين قسراً، وفق توثيقات العديد من التقارير الإعلامية.
خلال الانتخابات التركية كان قد صرح أردوغان على العمل لعودة 3 مليون لاجئ سوري إلى الوحدات السكنية التي بناها في المناطق المحتلة، حيث قال أردوغان في خطابه بعد فوزه بالانتخابا: إن “العودة الطوعية لطالبي اللجوء هي جزء من سياسة حكومته بما يتوافق مع مطالب الشعب”.
ومنذ تصريح أردوغان الأول فيما يخص العمل على توطين اللاجئين السوريين في المناطق المحتلة وذلك مطلع أيار العام الماضي، وتنفذ السلطات التركية بين الحين والآخر حملات مداهمة واعتقال السوريين واصطحابهم إلى مراكز الترحيل وإجبارهم على توقيع استمارات العودة “الطوعية”، وكان انتقاء المُرحّلين شبه عشوائي، ومعظمهم يحملون بطاقات الحماية المؤقتة (الكيملك) وأذونات عمل، وطالبت منظمة “هيومن رايتس ووتش” تركيا بألا تُجبر الناس على العودة إلى الأماكن التي يواجهون فيها أضراراً جسيمة، وحماية الحقوق الأساسية لجميع السوريين، بغض النظر عن مكان تسجيلهم، وقد تداولت مواقع إخبارية تصريحات وتوثيقات نقلاً عن سوريين تعرضوا لذلك.
وعادة تظهر بوادر الترحيل بعد اعتقال الشخص السوري من مكان عمله أو في الطرق العامة، ثم اقتياده إلى أحد مراكز الترحيل، ثم إلى مخيمات وصفت بـ “السجون الكبيرة” جنوبي تركيا، تحتوي على آلاف السوريين ممن وضعوا أمام خيارين، إما البقاء في المخيم، أو التوقيع على أوراق العودة الطوعية، وهنا يلعب العامل النفسي دوره، خاصة في ظل عدم السماح بتوكيل محام.
ووفق تقارير إعلامية، فإنه يخرج بشكل يومي نحو 20 شخصاً من المخيم نحو سوريا، بعد إقناعهم بالتوقيع على العودة، ومن يقتنعون، يتم اقتيادهم إلى مكان خاص بالتصوير، على أنهم شبان قرروا العودة حديثاً بشكل طوعي، ويجري العمل على تسهيل الإجراءات، مع استمرار الضغوط النفسية على الآخرين ضمن المخيم، من دون أن يسمح لهم بتوكيل محامين.
وقد رحلت إلى الآن السلطات التركية نحو 639 لاجئاً سورياً إلى المناطق المحتلة في الشمال السوري من خلال معبري جرابلس وباب الهوى.