الهدف الأساسي من الحرب الخاصة هو السيطرة على الذهنية والعاطفة، وخلق التشويش والقلق وانعدام الثقة وبهذا الشكل التأثير على المجتمع وجعله مرتبكا وحائراً. وهذا بطبيعة الحال يؤدي الى اليأس وانعدام الثقة بالنفس أو الثورة والإدارة وتخلق تناقضات وضبابية في الآراء والمواقف.
وإذا نظرنا إلى طبيعة نظام الدولة سنرى بأنها منذ البداية تعتمد على الكذب والتحريف وقلب الحقائق والدعاية المغرضة إلى جانب استخدامها للعنف والترهيب أيضاً. ومع تطور نظام الدولة ازدادت الحاجة للدعاية والترهيب لفرض السيطرة على المجتمع بشكل مكثف، حيث أن قبول العبودية لا يتم فقط بالعنف بل يحتاج إلى السيطرة على الذهنية وروح الإنسان والمجتمع.
القضاء على الأمل بالمستقبل والثقة بالذات هو غاية استراتيجية لهذا النوع من الحروب. كما أن تعميق التناقضات الثانوية والمصطنعة وتهميش التناقض الأساسي وخلق الصراع الداخلي وفتح القلعة من الداخل هو من صلب نشاطات الحرب النفسية الخاصة.
مع ظهور الدولة القومية ساهمت إلى حد كبير في تطور أساليب الحرب النفسية وتطورت أدوات جديدة مع التقدم العلمي الحاصل واصبح تسخير التكنولوجيا لخدمة سياسات الحرب الخاصة من إحدى أولويات نظام الهيمنة العالمية وأيضا تستخدمها كل دولة حسب إمكاناتها. وأيضا تطور في عهد الدولة القومية سياسات التآمر ضد الثورات الشعبية التي تعمل وفق بارديغما الحرية والديمقراطية.
فالبلدان التي تحدث فيها ثورات شعبية تصبح أكثر عرضة لسياسات الحرب الخاصة التي يتم ممارستها سواء من قبل الدولة الحاكمة بحد ذاتها أو من قبل الدول المهيمنة على المستوى الإقليمي والدولي.
ونحن في حقيقة ثورة روج افا عانينا كثيراً من سياسات الحرب الخاصة التي يتم ممارستها من قبل جهات متعددة، فكانت وما تزال هذه الحرب يتم ممارستها ضد ثورتنا بشتى الوسائل وتستهدف مكتسبات روج آفا، ونحن في سوريا وروج آفا نعلم كيف إن جهاز المخابرات يعمل بدون كلل وملل ضد الشعب والمجتمع ويسعى دائماً لخلق التشويش في الأفكار والآراء وأيضاً لخلق الفتن القومية والطائفية بين مكونات مجتمعنا. لكن اليوم ومع التطورات والمكتسبات التي حققتها ثورة روج افا لكافة المكونات في شمال سوريا ومع تطور الاحداث الأخيرة في سوريا وما يرافقها من ضبابية في إمكانية تحقيق الحل السياسي، فإن الجهات والأطراف التي ترى ثورة روج افا ضد مصالحها تعمل ضدها رغم تناقضاتهم فيما بينهم.
مقابل هذه الهجمات والممارسات التي تصدر من أجهزة الحرب الخاصة بالدول التي تعادي ثورتنا على أعضاء حزبنا ومؤسساتنا أن تتحلى بالوعي والمعرفة الكافية من الناحية الفكرية والسياسية وتستوعب مقاصد هذه السياسات وتعمل على توجيه وتنظيم الشعب بشكل يكون قادراً على التصدي لمحاولات التشويش وخلق القلاقل بذهنية وروح واثقة من ذاتها وتستوعب التحديات والصعوبات وتعمل وفق نهج الحزب.