تقارير تكشف عن فحوى اجتماع رباعي ضم الإدارة الذاتية والسعودية والأردن والإمارات في عمان

نقلت مصادر مطلعة، بأن الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا، حضرت اجتماعاً رباعياً عقد في العاصمة الأردنية عمان، ضم أيضاً ممثلين عن حكومات المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة فضلاً عن المملكة الهاشمية الأردنية.
وذكرت المصادر، اطلعت عليها “روز برس”، بأنه تم النقاش حول ملف الأزمة السورية بشكل عام، وتم التركيز بشكل خاص على ملف المخدرات وحبوب الكبتاغون التي يجري تصنيعها في مناطق الحكومة السورية.
وجاءت هذه الخطوة، بعد فشل المفاوضات التي جرت مؤخراً بين الدول العربية والحكومة السورية حول ملف المخدرات وإيقاف تهريبها إلى الدول العربية وخصوصاً الأردن والخليج العربي، إذ اشترطت الدول العربية على الحكومة السورية إيقاف تهريب المخدرات إليها مقابل إعادة عضويتها في الجامعة العربية.
ولكن رغم موافقة دمشق إلا أنها لم تبتعد عن محور طهران وظلت متمسكة به، ما أدى إلى فشل التطبيع العربي في الوصول إلى هدفه الأساسي والمتمثل بإيقاف تدفق الكبتاغون.
وسبق أن عقدت دول عربية مؤخراً اجتماعات رباعية في الأردن مع الحكومة السورية بهدف إيقاف تدفق الكبتاغون الذي تصنعه الحكومة السورية والمجموعات الموالية لإيران وحزب الله في الأراضي السورية وتهريبها عبر مختلف الطرق وبالطائرات المسيرة.
وقد بائت المحاولات العربية بالفشل، بإيقاف تدفق المخدرات والكبتاغون من سوريا، حيث لم تتخذ حكومة دمشق أي خطوات جادة في هذا الخصوص، حيث تعاني دمشق من أزمة اقتصادية خانقة وتعتمد على الكبتاغون كمصدر أساسي للتمويل.
وهذا ما أجبر الأردن مؤخراً على شن غارات استهدفت تجار للمخدرات في الجنوب السوري.
وبسبب هذا الفشل، ترفض الولايات المتحدة الأمريكية تخفيف العقوبات على الحكومة السورية ومسؤوليها.
الجدير ذكره، بأن الدول الثلاثة التي اجتمعت مع الإدارة الذاتية -السعودية، الإمارات والأردن- هي دول فعالة في التحالف الدولي لمحاربة تنظيم داعش.
إضافة بأن تلك الدول على تنسيق عسكري مستمر مع قوات سوريا الديمقراطية عبر خبراءها الذين شاركوا على الأرض في المعارك على أراضي شمال وشرق سوريا.
وسلط الاجتماع الرباعي، الضوء، على ضرورة التنسيق بين الدول الثلاث والإدارة الذاتية وتبادل المعلومات حول ملف المخدرات التي يجري صناعتها في سوريا، بهدف منع تهريبها إلى الدول العربية.
كما تم التأكيد على ضرورة الاستفادة من قانون الكبتاغون الذي أصدره الكونغرس الأمريكي نهاية عام 2022، والذي يستهدف تعطيل وتفكيك شبكات إنتاج وتهريب المخدرات، المتصلة بالحكومة السورية وحزب الله اللبناني.
وطال العديد من السوريين واللبنانيين بينهم مسؤولون في الحكومة السورية وقواتها، عقوبات فرضتها الولايات المتحدة الأميركية وبريطانيا والاتحاد الأوروبي، منذ تشريع القانون الصادر عن الكونغرس الأمريكي.
كما أفادت مصادر، بأنه وخلال الفترة القادمة، ستبدأ محاكمات في كل من فرنسا وأمريكا، تستهدف مسؤولين أمنيين رفيعين لدى الحكومة السورية، وفي مقدمتهم مدير مكتب الأمن الوطني علي مملوك ورئيس جهاز الاستخبارات.
وأشارت تقارير إعلامية، بأن الاجتماع أكد على ضرورة دعم قوات سوريا الديمقراطية وقوى الأمن الداخلي بالاستناد إلى هذا القانون وتدريب فرق خاصة وتبادل الخبرات والمعلومات حول مراكز انتاج المخدرات في سوريا، حيث يتركز الإنتاج في كل من حمص واللاذقية والجنوب السوري.
وأوضحت بأن الاجتماع جاء بناء على طلب من واشنطن، إذ طالبت الدول العربية الثلاث التنسيق مع “قسد” كقوة على الأرض أثبتت فعاليتها في الحرب ضد الإرهاب، وتقديم الدعم لها من أجل التخلص من خطر المخدرات والكبتاغون الذي يهدد مجتمعات الدول الثلاث وغيرها من الدول العربية وخصوصاً الخليجية منها.
وخلص الاجتماع إلى ضرورة تشكيل مكتب تنسيق في العاصمة الأردنية عمان، يضم ممثلين عن الإدارة الذاتية والأردن والإمارات والسعودية إلى جانب الولايات المتحدة الأمريكية، من أجل تنسيق الخطوات حول مكافحة إنتاج وتهريب المخدرات في سوريا، بحسب المصادر ذاتها.