أي حدث كان لا بد وأن تستغل دولة الاحتلال التركي والجهات الداعمة لها الوضع لتحقيق غايات الدولة المحتلة، ففي الأحداث الأخيرة التي تشهدها فلسطين من هجمات إسرائيلية ونزوح المئات من العوائل إلى مناطق أقل خطراً، جمعية الأيادي البيضاء الإخوانية الداعمة للاحتلال التركي في عفرين السورية المحتلة حيث تعمل على بناء المستوطنات وتوطين عوائل غير الأصلية في المنطقة بغية تغيير ديمغرافية عفرين وتركيبتها السكانية ومحو هويتها الكردية، تواصل هذه الجمعية نشر صور لمشاريع الاستيطان التي تنفذها في إقليم عفرين تباعاً على صفحتها الرسمية على موقع فيسبوك، وبخاصة مشاريع التي تنفذها في قرية شاديره ومحيطها.
تظهر الصور الأخيرة التي نشرتها جمعية الأيادي البيضاء للمنطقة الواقعة في محيط قرية شاديره/ شيح الدير بناحية شيراوا، لمشاريع منفذة وأخرى قيد التنفيذ، أنّ سلطات الاحتلال التركيّ بصدد إنشاء تجمع استيطانيّ كبير، لتكون مدينة سكنيّة كبيرة عبر مراحل، وبذلك ستكون البؤر الاستيطانيّة المنفذة وما يتم العمل عليه عبارة عن أحياء في تلك المدينة.
بالإضافة لذلك فإن “الأيادي البيضاء” وغيرها العديد من الجمعيات الإخوانية جاءت بالعشرات من العوائل الفلسطينية على إثر الأحداث التي تشهدها المنطقة وأسكنتهم في المستوطنات التي عملت على بنائها سابقاً، كل ذلك يعزز ويرسخ من تغيير هوية المنطقة ذات الغالبية الكردية وهو ما يرفضه الاحتلال التركي رفضا تاما فأينما تواجد الكرد تواجدت همجية وطاغية تركيا المحتلة، حيث يسعى الاحتلال لضم 300 ألف فلسطيني إلى المستوطنات في عفرين.
ساهمت التمويلات الفلسطينيّة في إنشاء هذا التجمع الاستيطانيّ، وقد ناشدت جمعية “العيش بكرامة” عبر صفحتها في الفيس بوك بتقديم التبرعات المالّية بغية تمويل بناء مجمع سكنيّ للاجئين العرب في مستوطنة “بسمة”، وهذه الجمعية الخيريّة الإسرائيلية العربيّة – الفلسطينية هي أحد مكنات أرخبيل كبير من المنظمات الإسلاميّة المشاركة في مشروع إعادة توطين اللاجئين العرب في عفرين.
يُذكر أنّ جمعية “الأيادي البيضاء” والتي تعرف عن نفسها بأنها جمعية خيرية، تأسست عام 2013، وهي عضو في اتحاد المنظمات الأهلية الإسلاميّة والتي تتخذ من إسطنبول مقراً لها، وتشكل مرجعية لكلّ الجمعيات ذات الخلفية الإخوانية وتنظم تمويل مشاريع الإغاثة والإسكان التي تنفذها أنقرة وفق أجندتها السياسيّة.
تتلقى جمعية الأيادي البيضاء الدعم من جمعيات ذاتِ توجه إخوانيّ أيضاً، ولديها 45 شريك تدعم مشاريعها، ومنها: جمعية الشيخ عبد الله النوري الخيرية الكويتية، وزارة الأوقاف والشؤون الدينية في دولة الكويت، الهيئة الخيرية الإسلامية العالمية، رحماء بينهم القطرية، بيت الزكاة الكويتي، الندوة العالمية للشباب الإسلامي، جمعية الإصلاح ولجنة الأعمال الخيرية البحرينية، جمعية النجاة الخيرية الكويتية، حملة لشامنا ذخر وسند الكويتية، مؤسسة الرحمة الدولية وقطر الخيرية التي تتخذ من قطر مقراً لها.