على الرغم من الجهود التي تبذلها روسيا، إلا انه من غير الواضح إلى أي مدى يمكن إقناع الأسد بالحد من وجود القوات الإيرانية في سوريا، خاصة وأن إيران يمكن أن تمنحه درجة من الحماية ضد الضغوط الروسية.
يرى المحللون بان مازالت قدرة الأسد على اتخاذ إجراءات ضد إرادة طهران مقيدة إلى حد كبير بالنفوذ العسكري والاقتصادي الإيراني في سوريا، فمنذ بداية الأزمة، أصبحت الميليشيات الإيرانية التي تقاتل في سوريا جزء لا يتجزأ من قوات حكومةدمشق، وذلك من خلال عمليات اندماج تم تنفيذها بتعليمات من إيران. إضافة إلى ذلك، تؤكد ماتسمى بالمعارضة السورية أن إيران وعبر خطط مدروسة تمكنت من اختراق الاقتصاد السوري، عبر اتفاقات اقتصادية مع حكومة دمشق في مجالات النفط والزراعة والسوق المالي والعقارات والاستثمار في الفوسفات وغيرها من المشاريع الاقتصادية الحيوية الكبرى.
إيران تستثمر في سوريا عسكرياً وأمنياً ومالياً واقتصادياً ودينياً منذ عقودا، خاصة على صعيد التغيير الديمغرافي وشراء الأراضي وتطويق العاصمة بحزام شيعي ناهيكم الاستفزازات الشيعية لسنة الشام، بالتوازي مع اختراق تام لكل مؤسسات الدولة، وإدارة الميليشيات المحلية في العديد من المحافظات السورية.
أشارت الكثير من التقارير بأن حكومة دمشق بالاتفاق مع روسيا تسعى في الآونة الاخيرة، بصنع معارضة قوية على مستوى الصفوف الأولى من القياديين في القوات التابعة لقوات حكومة دمشق، جبهة تعمل في الخفاء لطرد الايرانيين من سوريا.
وقد نشرت أكثر من وكالة إيرانية مؤخراً أخباراً تؤكد أن إيران تحقق بالأمر وباتت متيقنة من أنّ جهات سورية هي التي تعطي الإحداثيات للإسرائيليين كي يستهدفوا بعض الشخصيات الإيرانية ومواقعها بدقة في سوريا.
بالتزامن مع ذلك كله، فقد تم الإعلان خلال الأيام القليلة الماضية عن تشكيل ما أطلق عليها «وحدة المهام الخاصة» في سوريا لاستهداف إيران وحزب الله، فبحسب المصادر صحيح أن الجهة التي أعلنت عن ذلك تدّعي أنها معارضة، لكن البعض لا يبرئ المخابرات السورية من تلك الحركة، كما أنها تتزامن مع الاتهامات الإيرانية للاستخبارات السورية بإعطاء الإحداثيات لإسرائيل لاستهداف مواقع إيرانية داخل البلاد.
الإعلان هو الثاني من نوعه خلال أسبوع، إذ أعلنت مجموعة مسلحة مجهولة في مقطع مصور عن تشكيل “كتيبة الظل” في الجنوب السوري، وذلك من أجل تنفيذ عمليات مدروسة ضد الميلشيات المدعومة من إيران وحزب الله.
حيث أكدت المصادر بأن هذه المجموعات المسلحة تشكلت بأمر من قوات حكومة دمشق، لتتهرب من المسؤولية وتحارب إيران باسم المعارضة.