مع وفـ.ـاة رئيـ.ـس إيران..اعلان إصـ.ـابة أسماء الأسد مصـ.ـادفة ام مؤشـ.ـرات التـ.ـوتر؟

عبرت المواقف الإقليمية عن وفاة الرئيس الإيراني ومرافقيه بعد تحطم الطائرة، عن تباينات عديدة، وكانت سوريا التي تملك علاقات استراتيجية وتحالف متين أخذ أبعادا أعمق بعد انخراطها الميداني في الحرب بسوريا خلال نحو عقدٍ تقريبا أو أكثر قليلا، قد أعلنت الحداد الرسمي لثلاثة أيام. 
حيث يرى المحللون أن عهد الرئيس الإيراني الراحل إبراهيم رئيسي، اتسم بممارسة درجة لافتة من الضغط التكتيكي على بشار الأسد فيما يختص بتحصيل الديون الإيرانية وتفعيل الاتفاقيات الاقتصادية والتجارية بين البلدين. وتذهب بعض التقديرات إلى أن الديون الإيرانية لدى سوريا تبلغ نحو 50 مليار دولاراً.
في ذات السياق كان لافتا تناول وسائل الإعلام الإيرانية، حالة الديون الإيرانية وضرورة تحصيلها من الحكومة السورية، وذلك فور تقلّد الرئيس الراحل إبراهيم رئيسي الحكم خلال العام 2021.
فبحسب التقارير، يجد حكومة دمشق في الضغط الإسرائيلي على إيران واستهداف تمركز قيادات الحرس الثوري ومواقع حزب الله فرصة مهمة للتخلص من العبء الإيراني.
وبعيداً عن الأنظار يُبدي الإيرانيون استياءً شديداً من الدور التحريضي الخفيّ الذي تلعبه زوجة بشار الأسد، اسماء الاسد في هذا الصدد، فيحدث شيء غير مسبوق للوجود الإيراني في سوريا الذي جاء أصلاً بمباركة إسرائيلية أمريكية، فالإيرانيون يطالبون بديونهم من حكومة دمشق المفلسة دون أن يحصلوا على شيء، بينما معظم الاتفاقات التي وقعها الرئيس السوري مع نظيره الإيراني في زيارته الأخيرة لدمشق معلـّقة، ولم تجد طريقها للتنفيذ.
وأكدت المصادر بانه عن طريق المكتب السري، تتحكم أسماء الأسد بمفاصل الاقتصاد في سوريا بنفوذ أمنيّ بحت، بحيث تصل سطوة المكتب إلى جميع التجار والصناعيين، وتأخذ منهم إتاوات ضخمة مقابل السماح لهم بمواصلة النشاط الاقتصادي في ظروف الحرب، ومن لا يقبل منهم فإنه يخضع للتهديد وقد يصل الأمر إلى اعتقاله.
وشبكة أسماء الأسد الاقتصادية، بحسب المعطيات التي أشار لها مركز الشبكات السياسية والاقتصادية والوثائق، ترتبط بشكل جليّ مع الحرس الثوري الإيراني، فإن هذا ليس إلا بضعة من سبب يُبطل العجب.
والان ومع موت رئيس ايران، أعلنت الرئاسة السورية عن تشخيص إصابة أسماء الأسد بسرطان الدم، وذلك بعد نحو خمس سنوات من إعلانها التعافي التام من اصابتها بسرطان الثدي، وبذلك ابتعادها عن إدارة وحكم المراكز في حكومة دمشق، هل هذه مصادفة ام انها ابتعاد عن الأنظار لفترة؟ هذا هو السوال الذي يطرح الان في وسائل الإعلامية.
إلى ذلك قد يبدو منطقيا أن بشار الأسد برغم كل مسحات الحزن التكتيكية غير أنه سيرتاح خلال تلك المرحلة الانتقالية وحتى تسمية الرئيس القادم، غير أن ذلك أيضا قد لا يضع بصمات مختلفة على شكل ومنسوب حضور طهران الميداني في سوريا كون ذلك يقع داخل دائرة نفوذ بيت المرشد.
حتمية المواجهة مع المشروع الإيراني ستكون في دمشق وسيؤثر كثيراً على قدرة الحكومة من خلال تلك الاتفاقيات الاقتصادية، وكذلك أيضا بعض الاتفاقيات مثل برامج النفوذ العسكرية، سيما في البرامج العسكرية المشتركة على صعيد المسيرات وبعض الصواريخ البالستية وأجهزة التوجيه للصواريخ والمسيرات، بحسب ماافاده المصادر.
وقال المحللون بأن بشار الأسد وزوجته اسماء لن يستطيعا الانفكاك عن النظام الإيراني بسهولة ويسر، بالرغم من تقديم كافة المغريات سواء كان من خلال جامعة الدول العربية أو من خلال الاتفاقيات الثنائية أو من خلال فتح مسارات للتهدئة عربياً، إلا أنه ما زال يمارس سياسة “البلطجة” تجاه دول الجوار خاصة في مشروع المخدرات والمتفجرات، وبالتالي من الصعوبة بمكان إعادة تأهيل الأسد طالما لم يستطع حسم تموضعاته الاستراتيجية من قوات “الحرس الثوري” الإيراني.