خلّفت سنوات الازمة السورية المستمرة آثاراً سلبية على القبائل والعشائر العربية وهياكلها القيادية التقليدية، نتيجة الاستقطاب الداخلي في صفوف أبنائها أو دخولها في مُواجَهات متفرقة مع عدد من السلطات المحلية الناشئة أو سلطة حكومة دمشق.
ولكن في إقليم شمال وشرق سوريا، شكلت العشائر العربية جزءا من قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، وقد تعاونت معها في القتال ضد داعش.
حيث تحرص قسد بشكل دائم على إظهار تواصُلها الدائم مع وُجهاء وشيوخ قبائل وعشائر المناطقة، بعدة طرق أبرزها الاجتماعات، حيث تقوم قيادة قسد بعقد لقاء دوري سنوي مع الوُجهاء والشيوخ من مختلف مناطق شمال وشرق سوريا.
فبحسب الوسائل الاعلامية، تستثمر قسد في علاقاتها التي تبنيها مع شيوخ ووُجهاء بعض القبائل الموالين لها عَبْر تقديم امتيازات خاصة لبعضهم كالتدخل في التعيينات الإدارية ضِمن مؤسسات الإدارة الذاتية في مناطقهم، أو عَبْر منحهم فرصة كفالة مجموعات محددة من المدنيين المحتجَزين في مخيم الهول وإخراجهم بناءً على هذه الكفالات، مما يساعدهم في تعزيز حضورهم وتأثيرهم داخل مناطقهم وقبائلهم.
أخذت علاقة قسد والإدارة الذاتية مع قبائل وعشائر المنطقة في بعض الحالات شكل التحالُف القائم على التنسيق والدعم المنتظم والمستمر منذ التأسيس، والمثال الأبرز على ذلك، علاقة قسد والإدارة الذاتية بقبيلة شمّر؛ إذ تُعتبر “قوات الصناديد” إحدى المكونات الرئيسية لقسد منذ تأسيسها وشاركت قبلها في المعارك ضدّ داعش.
أكدت المصادر بأن هذه العلاقة القوية بين قسد والعشائر العربية ازعجت القوات التي تحاول خلق الفتنة، في عام 2023 بدأت قسد عملية تستهدف خلايا (داعش) والمطلوبين بأعمال إجرامية في دير الزور، ولكن فيما بعد تدخلت قوى خارجية مختلفة لاستغلال العملية كفرصة لتحقيق مخططاتها.
حيث قام إيران وحكومة دمشق وتركيا باشعال الفتنة بين العشائر وقسد، ذلك من خلال اشتباكات يدعمها مسلحون موالون لتركيا وعناصر تابعة لجهات أمنية في حكومة دمشق، بحسب المصادر .
في ذلك الوقت أكدت قسد بانه ليس هناك أي خلاف بين قسد وعشائر المنطقة، وهم على تواصل دائم معهم، فعملية تعزيز الأمن طلبها أبناء دير الزور ووجهاء العشائر وهم مطلعون على مجرياتها. وناشدت قسد شعوب المنطقة، وعلى وجه الخصوص شعب دير الزور، ألا ينجروا وراء الفتن والألاعيب، ولن نتوانى عن تأدية مهامنا في حماية المنطقة من شتى الهجمات المعادية لوحدة شعوب المنطقة واستقرارها.
وأشار المحللون بأن شيوخ ووجهاء العشائر التي شاركت في الملتقى العشائري أكدو على الوقوف خلف الإدارة الذاتية و قوات سوريا الديمقراطية التي قدمت التضحيات من أجل حماية المنطقة، ومواجهة التحديات والظروف الراهنة والاحتلال وفق مبدأ إخوة الشعوب والتغلب عليها لبناء دولة ديمقراطية لا مركزية، مع مطالبة الدول والجامعة العربية للعب دورها في تسريع حل الأزمة السورية وإنهاء الاحتلال ومحاربة الإرهاب والمخدرات.