مع بداية عام 2024 وجد المجتمع السوري نفسه أمام جملة من التغييرات في مفاصل ومؤسسات الدولة أحدثها بشار الأسد، كان آخرها قادة أفرع المخابرات الجوية. والملفت في الأمر بحسب المحللون، أنه مع بداية العام الحالي كان هناك تصارعٌ في التغييرات على أمل أنها ربما تكون مؤثرة في الشارع السوري، وهي بالفعل كذلك، ولكنه تأثير عكسي، لأن هذه التغييرات لم تكن يوما قضية بشار الأسد الأولى، فلم يطالب السوريون بتغييرات جزئية وإنما أرادوها كلية شاملة للمنظومة السياسية والعسكرية.
وفقاً لما تناقلته الوسائل الاعلامية في حدث يتكرر في كل فترة خلال قرارات مماثلة تطال ترفيع عدد من الضباط وإقالة آخرين عقب مسيرتهم الإجرامية في تعذيب وقتل الشعب السوري.
وكشفت مصادر خاصة لروز بريس، عن إجراء تغييرات طالت رؤساء أفرع المخابرات الجوية في عموم المحافظات السورية، والتي جاءت بعد حركة تعيينات كبيرة في الجيش السوري شملت التعيينات حوالي 20 منصب قيادي في الفيالق والفِرق العسكرية، من بينهم تعيين العميد فؤاد سليمان في فرع المخابرات الجوية بالقامشلي بدلا من العميد احمد شعبان الذي تولى فرع المخابرات الجوية في دمشق.
العميد فؤاد سليمان مقرب جدا من بشار الاسد، فهو مهندس من قرية عين العروس التابعة لمنطقة قرداحة، ويتحدث اللغة الروسية والايرانية بطلاقة، شارك في العديد من الدورات التدريبية في ايران، وأحدث تغييرات كثيرة في الإدارة العامة لحكومة دمشق، اغلبها لمصالح مالية لانه قريب من عائلة الأسد.
العميد فؤاد صديق للشيخ ضاري محمد فارس الذي الان في دمشق وسوف يعود الجمعة مع العميد فؤاد سليمان وداري فارس إلى القامشلي معا، بحسب ماافادته المصادر.
ولفتت المصادر إلى أن روسيا تحاول حالياً سحب الأفرع الأمنية السورية لمصلحتها من خلال هذه التعيينات الجديدة، إضافة إلى سحب الفرق العسكرية أيضاً من النفوذ الإيراني، ولا سيما أنها سحبت “القوات الخاصة” في صفوف قوات الأسد مؤخراً بعد تعيين اللواء سهيل الحسن قائداً لها.
عدة عوامل جعلت من الأسد يوازي الكفة الروسية بالكفة الإيرانية عبر تعيين قادة أفرع المخابرات الجوية في جنوب سوريا وشرقها من الموالين لطهران، خصوصا بعد أن طفت على السطح تفاصيل تصاعد خلافات سوريا وإيران، بسبب ملفين رئيسيين، هما “جواسيس دمشق”، وحرب غزة.
كان النظام الإيراني قلقا، على الأقل من المبادرة العربية التي دعت إلى انسحاب القوات الإيرانية من سوريا، وتقليص الوجود العسكري لطهران، واستعادة الممتلكات التي استحوذت عليها إيران في سوريا، وانسحاب المليشيات الشيعية لمعالجة مخاوف دول الجوار بشأن تهريب المخدرات من سوريا.
إلا أن قطب يرى، أن الإجراءات الأمنية الأخيرة ما هي إلا رغبة إيرانية خاصة بعد أحداث السفارة الإيرانية، حيث تم توجيه أصابع الاتهام لضباط من القوات التابعة للأسد، في إعطاء الإسرائيليين معلومات عن تحركات “الحرس الثوري” في سوريا، ولهذا ضغطت إيران على الأسد من أجل القيام بهذه التغييرات في القواعد الأمنية، بحسب الوسائل الإعلامية.
ووفقا لما نقله موقع “عربي بوست” عن مسؤول أمني إيراني، فإن التحقيقات الاستخباراتية وتحقيقات الحرس الثوري الإيراني، بالتعاون مع حزب الله، أكدت وجود خيانة في الدوائر الأمنية المقرّبة من بشار الأسد، وكانت هي السبب في اغتيال إسرائيل لكبار قادة الحرس الثوري في دمشق.
المصدر الأمني كشف عن المواقع التي يشغلها “جواسيس الجيش السوري” كما سمّتها المصادر الإيرانية في سوريا، حيث خلُصت تحقيقات “الحرس الثوري” بأنهم متواجدون في المخابرات العسكرية السورية، وفي مكتب بشار الأسد نفسه.
وقال المحللون بأن هذه التعديلات أو التغييرات تصبّ في مصلحة إيران، لأن هذه التغييرات سوف تسهّل على إيران سوق “الكبتاغون” ونقله دون ملاحقة شبكاته وعدم ضبطه ودون أي إثبات لارتكاب أي من جرائم في حقّ السوريين.
حلفاء الأسد الأساسيين (إيران وروسيا) هم العامل المؤثّر الأكبر في إدارة هذه التغييرات. فإن التأثير الأكبر على مسار إجراء التغييرات يقع في أيدي حلفاء دمشق، الذين يؤثرون بشكل مباشر على نوعية الأشخاص الذين سيشغلون مناصب معينة، أو إنشاء هياكل ومناصب جديدة.
حيث رفضت شريحة واسعة من الشعب السوري على وسائل التواصل الاجتماعي هذه التغييرات، لأن هذه التغييرات اختزلت ما يريده الشعب في عدد من القرارات الهيكلة الشكلية بعيدة عن جوهر ما يريده الشعب من الحل السياسي والسلمي للمشكلات السياسية والاقتصادية.