تركيا هي دولة مجاورة لسوريا، وتتقاسم معها حدودا تمتد لمسافة طويلة، وقد برزت خلافات بين الدولتين حول الأراضي والموارد في السنوات الأخيرة، وقطعت العلاقات التركية السورية منذ أكثر من عشرة أعوام، وتوقفت التبادلات الرسمية تقريبا. لكن تركيا عدلت سياساتها الدبلوماسية في السنوات الأخيرة، وتقوم حاليا بمد أغصان الزيتون إلى سوريا والدول الأخرى في الشرق الأوسط والتي لا تنسجم معها، تعبيرا عن نيتها في إحلال السلام، وتبدي روسيا نيتها في دفع استعادة العلاقات التركية السورية قدما.
ولعبت تركيا العضو في حلف شمال الأطلسي “الناتو” دورا رئيسيا في الازمة السورية، فدعمت الفصائل المسلحة واحتلت مناطق سورية.
لكن في أواخر ديسمبر/كانون أول، أجرى وزيرا دفاع تركيا وسوريا مفاوضات في موسكو ، لمناقشة أمن الحدود وقضايا أخرى، في أول اجتماع من نوعه منذ عام 2011، حسب مااكدته المصادر.
وشنت تركيا منذ 2016 عدة عمليات توغل في الشمال السوري ضد، ما سمح لها بالسيطرة على المناطق الحدودية السورية.
ودخل الصراع في سوريا، الذي أودى بحياة مئات الآلاف من الأشخاص ونزوح الملايين واجتذب قوى إقليمية وعالمية، في عقد ثان.
واستعادت حكومة الأسد معظم الأراضي السورية بدعم من روسيا وإيران. ولا يزال مسلحو المعارضة المدعومون من تركيا يسيطرون على جيب في الشمال الغربي، بحسب التقارير.
واشار المحللون بأن سوريا هي صلة الوصل بين تركيا ودول الخليج، كما أن فتح الطرق الدولية سيجعل من تركيا جسرا بين أوروبا والمشرق العربي، وإذا كان أردوغان يسعى لتحقيق الأمن القومي لبلاده، فإن هذا الأمن لن يتحقق مادامت تركيا على خلاف مع جارتها الجنوبية، التي تمتلك معها أطول حدود برية 925 كلم.
وحسب الوسائل الاعلامية، أن تهديدات أردوغان بشن عمليات عسكرية في سوريا عامل تعقيد في طريق مفاوضات التطبيع بين البلدين، أن السياق التفاوضي السوري التركي قد تجمّد تماماً منذ حوالي 10 أشهر، بعد أن كان برعاية روسية.
أن هذا التهديد يأتي في وقت لم تعد فيه روسيا قادرة على التدخل بقوة للحلحة الأزمة بين الطرفين، أن اسراتيجية أردوغان باتت واضحة بخصوص التفاوض مع دمشق، والتي ربطها بإصلاح داخلي في سوريا، وهو أمر يعتبره الرئيس السوري بشار الأسد شأنا داخليا لا يُفرض من الخارج.
فبعد تصريحاتٍ لرئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني قبل أيام، عن لعب بغداد دورَ الوساطة بين أنقرة ودمشق، وحديثه عن خطواتٍ وَصفها بالإيجابية، فيما يخصُّ التطبيع بين البلدين، جدّد وزير الخارجية السوري فيصل المقداد، خلال مؤتمرٍ صحفيٍّ مشترك مع الوزير الإيراني، موقفَ دمشق الرافض للتطبيع، في ظل احتلال تركيا أراضٍ سورية وقال، لا حوار مع تركيا بدون انسحابها من المناطق التي تحتلها.