أزمـ.ـة مياه الشرب في الحسكة: تصـ.ـاعد الأزمـ.ـة وتداعـ.ـياتها الإنسانية

تواجه مدينة الحسكة أزمة مياه شربٍ خانقة مع استمرار التعديات من الفصائل المسلحة التابعة لتركيا على محطة “مياه علوك”، الواقعة في قرية علوك شرقي مدينة رأس العين بنحو 5 كيلومترات. وأدت هذه التعديات المتكررة إلى نقص حاد في المياه لنحو مليوني مدني يقطنون هذه المناطق، مما أدى إلى موجة عطشٍ غير مسبوقة.
منذ سيطرة الاحتلال التركي على منطقة رأس العين، تعاني مدينة الحسكة من انقطاع متكرر لمياه الشرب. محطة “علوك”، التي تُعتبر المصدر الوحيد لتغذية تلك المنطقة بالمياه، تتعرض لانقطاعات متواصلة، مما يضطر الأهالي إلى الاعتماد على تعبئة المياه من الخزانات المنتشرة في أحياء المدينة وعبر الصهاريج، التي لا يمكن التأكد من صلاحية مياهها للشرب.
الأزمة تتزامن مع ارتفاع درجات الحرارة وانقطاع التيار الكهربائي، حيث يعيش السكان بلا ماء وكهرباء. وتعتمد أغلب مناطق ومدن محافظة الحسكة على نظام المولدات الخاصة “الأمبيرات” لتوفير الكهرباء، في ظل غياب التيار الكهربائي لساعات طويلة. وعقب انقطاع المياه، ارتفعت أسعار طرود المياه المعدنية من 9 آلاف إلى 12 ألف ليرة سورية للطرد الواحد.
من جانب آخر، تفيد التقارير بوصول عشرات الحالات المرضية، خاصة بين الأطفال، إلى المستشفيات والمراكز الصحية في الحسكة بسبب شرب مياه غير صالحة. حيث يعاني الأطفال من الإسهال، وارتفاع درجات الحرارة، والتهابات رئوية ومعوية، نتيجة لعدم توفر مياه نظيفة للشرب.
في تصريح أحد الأطباء العاملين في مستشفى الشعب، في شهادته للمرصد السوري لحقوق الإنسان: “نستقبل خلال 24 ساعة نحو 100 طفل يعانون من أعراض مرضية خطيرة نتيجة شرب المياه الملوثة. لا نستطيع استقبال المزيد من الحالات بسبب نقص في الأسرّة، إذ يحتوي المستشفى على 32 سريرًا فقط للأطفال. نضطر إلى تحويل العديد من الحالات إلى المستشافات الخاصة التي لا يستطيع الأهالي تحمل تكاليف العلاج فيها، خاصة في ظل الوضع الاقتصادي الصعب وغلاء المعيشة “.