لا يمكن أن نتفاوض إلا بضمانات دولية..
ولن نكون جزءً من اللعبة بين الدول…
يهمنا مصلحتنا ومصلحة سوريا وطن الجميع..
قُسِّمت منطقة شمال سوريا، التي أحكمت قوات سوريا الديمقراطية سيطرتها العسكرية عليها، من الناحية الإدارية، إلى ثلاثة أقاليم؛ هي إقليم الفرات في الوسط، وعفرين في الغرب، والجزيرة في الشرق والشمال الشرقي، وهو أكبر الأقاليم الثلاثة، وترعى حكومات تلك الأقاليم المناطق والمجتمعات التي تعج بالكثير من المكونات السورية، من عرب وكرد وسريان وأشوريين وتركمان، بينما تواجه هذه الإدارة الكثير من التحديات ما بين الحرب مع التنظيمات الإرهابية وبين التدخلات الإقليمية والدولية داخل سوريا.
يكشف عبدالكريم ساروخان، رئيس المجلس التنفيذي في إقليم الجزيرة، ما تعانيه المنطقة من تحديات وكيفية إدارة الحكم في ظل وجود نقاط تماس مع الجيش السوري وجبهات حرب مع تنظيم داعش الإرهابي، وتدخلات دولية متسببة في حرب ما زالت تدور رحاها ، وتوقع «ساروخان» في حوار له مع إحدى وسائل الإعلام أن تدوم هذه الحرب لأكثر من 10 سنوات، واصفاً إياها بـ«الحرب العالمية الثالثة»، بسبب قيام الأمريكيين والروس بدعم أطراف تحقق مصالحهم، مؤكداً أنهم لن يكونوا جزءً من اللعبة بين الأمريكيين والروس، نافياً أي رغبة في الاستقلال.
ولأهمية الحوار والمحاور التي تمت مناقشتها بادرت صحيفة الاتحاد الديمقراطي بنشر بعض من هذا الحوار على صفحاتها وإليكم قراءنا الأعزاء نص الحوار:
هل هناك رئيس مشترك للحكومة في مقاطعة الجزيرة؟
– النظام السائد هنا في شمال سوريا، نظام الرئاسة المشتركة ولكن باستثناء المجلس التنفيذي، وقريباً ستكون هناك رئاسة مشتركة للمجلس التنفيذي.
شاهدنا حواجز أمنية وكمائن تابعة للجيش السوري، فهل هناك تنسيق معهم؟
– نعم توجد بعض الحواجز للنظام فقط هي في المربع الأمني بمدينة «قامشلو» وفي «الحسكة»، شمالي شرق سوريا، ولكن هذا لم يتم بتنسيق وتفاهمات مع النظام حول وجود هذه الحواجز من عدمها، إنما واقع الحال فرض هذا الشيء كوننا كإدارة ذاتية و«أسايش»، قوات أمن داخلي، نسيطر على كامل الإقليم، وجميع المناطق محاصرة وتحت حمايتنا وسيطرتنا، والمربع الأمني يقع ضمن هذه الحدود، ولن يكون له أي تأثير كوننا نحن المسيطرون من حوله، ونحيط به من كل الجهات، فقط هذه النقاط التابعة للنظام موجودة لحماية المربع الأمني الخاص بهم، ولن يتدخلوا في شؤون الناس ولا بأعمال الغير ولا يوقفون السيارات، ووجودهم شكلي فقط، ونحن أيضاً لا نقترب منهم ، بعض المرات تحدث مناوشات ولكن يتم حلها في حينها، ولا نحتاج لتنسيق مع النظام، كون النظام فعلياً ليس في يده أي شيء في مناطق شمال سوريا وليس عنده إمكانيات ولا قوة عسكرية ولا مواد ولا توجد مستلزمات خدمية حتى ننسق معهم.
ماذا بشأن المطار الموجود بقامشلو ,وهل لديه رحلات إلى كل دول العالم أم للتنقل من وإلى العاصمة دمشق؟
– المطار تهبط وتقلع منه الطائرات على مدار أربع وعشرين ساعة، وتتوافد الطائرات من العاصمة دمشق ومن دول أخرى، فهو مطار داخلي ودولي، وخلال الحرب، كانت كل حركة التنقلات عبر هذا المطار فقط؛ فقد كان الضغط كبيراً على المواطنين لأننا نعيش حالة حصار من الجوانب الأربعة، والمنفذ الوحيد كان عبر هذا المطار، خاصة لتلبية حاجات المرضى والمعاقين.
وماذا عن رواتب الموظفين داخل إقليم الجزيرة، خاصة أن هناك موظفين يتقاضون رواتبهم من الحكومة السورية؟
– لا يوجد موظفون يعملون لدى النظام داخل مقاطعة الجزيرة، وإنما هناك موظفون كانوا يخدمون في سلك الدولة أو المؤسسات الخدمية التابعة لها، ويتقاضون رواتبهم من الحكومة السورية ولكنهم منقطعون عن العمل، وحالياً جميع المؤسسات الخدمية تابعة للإدارة الذاتية، ونحن مَنْ نُموِّل هذه المؤسسات وندفع رواتب الموظفين الذين يعملون لدينا، أما الذين كانوا يعملون لدى النظام، فهم عاطلون عن العمل جالسون في بيوتهم ويتقاضون رواتبهم.
ولماذا يتقاضى هؤلاء الموظفون الرواتب إذاً؟
– هي مسألة سياسية تعود للنظام ليبرهن إنه لا يزال مسيطراً ويدفع الرواتب ويتحكم بكافة الأمور، فالحبل «السري» الذي يربط بين المجتمع وبين النظام هو هؤلاء الموظفون، ولا تشكل الرواتب حملاً ثقيلاً عليه، ومن هذا المنطلق يقوم بدفعها لمن كانوا يعملون لديه على مدى سبع سنوات، ولا يوجد أي موظف يعمل لدى دوائر الدولة، لا في البلديات ولا في الأمور المالية أو الخدمية أو أي مؤسسات، أبسط مثال، مؤسسة الكهرباء، لا يعملون فيها فقط هم جالسون في بيوتهم ويتقاضون رواتبهم، بينما نحن من ندير المؤسسات كاملة بشأن الطاقة والغاز والنفط، وندفع رواتب الذين يعملون لدينا.
هل تتلقون دعماً أمريكياً للإقليم؟
– علاقتنا مع الأمريكيين هي عبر التحالف الدولي، وهي جزء من علاقة الولايات المتحدة مع قوات سوريا الديمقراطية المعروفة بـ«قسد»، ولا يوجد أي علاقات أو دعم سياسي أو مادي، ونسعى إلى أن نطور علاقاتنا مع كثيرين ومن بينهم الأمريكيين، لكن حتى هذه اللحظة لا يوجد أي دعم لنا في الشمال السوري، فقط دعمهم مقتصر على القوات العسكرية لأنهم دائماً يرددون بأنهم على علاقة وشراكة وتحالف مع قوات سوريا الديمقراطية ضد الإرهاب وضد «داعش»، ولا يوجد أي مخطط آخر لا في مواجهة النظام ولا لبناء نظام جديد في هذه المناطق، قد تكون هناك محاولات لإقامة علاقات لكنني أؤكد بأنه ليس هناك أي دعم مادي أو حتى معنوي. نعيش حالة حصار وحتى الآن لم نحصل على أي دعم واعتراف دولي.. وهناك نوع من الرضا عن مشروعنا لدى غالبية الدول.. وهم بانتظار أن تتجه الأزمة إلى التسوية والحل.
وماذا عن السيارات ماركة «هونداي» التي قيل إنها جزء من الدعم الأمريكي لكم؟
– هي سيارات مدنية نقوم بشرائها من إقليم كردستان أو من العراق عبر تجار يأتون بها ويحصلون على ثمنها، وهي مسائل تجارية، إنما ليست كدعم وتقديم مساعدات من الأمريكيين، وإنما فقط السيارات التي تأتي من جانب الأمريكيين هي سيارات عسكرية، وأخرى مدنية تخضع للقوات العسكرية، أما السيارات التي تتحدث عنها فهي ليست دعماً لنا بل موجودة بالأسواق تباع وتشترى، وهناك تجار يأتون بها بأسعار باهظة ونشتريها.
ماذا عن مصادر الدخل لديكم، هل تعتمدون على النفط فقط؟
– لدينا ضريبة الدخل في هذا العام، وهي ضريبة تفرض حسب ما يتقاضاه الموظفون من رواتب، والنقطة الأخرى المعبر الحدودي بيننا وبين إقليم كردستان، وأيضاً الجمارك التي تفرض على البضائع والمؤسسات الخدمية والبلديات، واعتمادنا الأساسي على النفط الخام الذي نقوم بتكريره ونستفيد منه داخلياً.
لماذا تفرضون مبادئ عبدالله أوجلان، مؤسس حزب العمال الكردستاني، على بقية المكونات داخل الحكومة، ألا ترى أن ذلك نوع من فرض السيطرة؟
– مسألة مبادئ عبدالله أوجلان ليست مسألة فرض فلسفة أو أيديولوجية، لكن الذين اجتمعوا حول هذه الفلسفة، اتفقوا فيما بينهم بأن خلاص المجتمعات في الشرق الأوسط، وخاصة في الشمال السوري، واستتباب الأمن والاستقرار لا يأتي إلا عبر النهج الذى رسمه «أوجلان»، وجميع شعوب المنطقة ستستفيد من هذه الأفكار التي تنادي بأخوَّة الشعوب، وبالمصالح المشتركة والتعايش السلمي بين الشعوب والقضية مشتركة بين الكرد والعرب والسريان والتركمان، والقضية واحدة. لذلك من يتابع نظريات «أوجلان» وأدبياته سيصل إلى نتيجة مفادها أنه لا خيار آخر أمامنا سوى هذا النهج الذى نحن بصدده، وإذا كان هناك نموذج أفضل من هذا المشروع سنلتزم به، و نموذج الدولة القومية ولى زمانه وكان سبباً أساسياً في تأزم المجتمعات وخلق الصراعات، فالصراع الإسرائيلي- الفلسطيني ما زال أمام الأعين وكذلك الصراع السني – الشيعي، أما نظرية الأمة الديمقراطية التي تستند إلى التعايش المشترك هي دواء لهذا الداء الذي ينتشر في مجتمعات الشرق الأوسط.
راجت شائعات عن أن قوات سوريا الديمقراطية ارتكبت انتهاكات ضد المدنيين في منطقة الشدادي خلال تحريرها، ما ردكم؟
– قوات سوريا الديمقراطية هدفها تحرير المجتمع المدني من إرهاب «داعش»، والشعوب والمكونات تلتف حولها ولا يوجد أي سبب منطقي يستدعي أن تقوم «سوريا الديمقراطية» بأي انتهاكات، وكل ما رُوِج عن ذلك غير واقعي.
أحد أسباب ظهور «داعش» في العراق واجتياحها للموصل هو سوء إدارة الحكومة في التعامل مع كل المكونات وتهميشها للمناطق ذات الأغلبية السنية، هل تضعون كل هذه الأحداث أمام أعينكم لإدارة مناطق متعددة المكونات؟
لن ننجر إلى إجراءات أو أعمال تسيء إلى المجتمعات حتى تدفعهم لينتفضوا في وجه إدارتنا، كل هذه الأمور يمكن أن تحدث مع نظام الدولة القومية الموجودة منذ مئات السنين كون أن مفهوم الدولة يفرض أن تكون هناك آليات للحفاظ عليها، وعندما يجب الحفاظ على الدولة يجب أن يكون هناك تسلط وقمع للمدنيين، وبالنتيجة نظام الدولة الذي كان في العراق لم يكن حلاً للأزمة داخل مجتمعاتهم، حيث يوجد صراع سني شيعي منذ مئات السنين، ونحن لسنا بصدد إقامة وإنشاء دولة ذات مفاهيم قومية بحتة، ولا نستند إلى هذا الشيء، فنظريتنا التي نعتمد عليها، والمبادئ الأساسية التي نستند إليها، هي الأمة الديمقراطية التي تعتبر الجامعة للأمم الموجودة في المجتمعات سواء أكانت كردية أو عربية أو سريانية وكلدانية وآشورية وتركمانية أو غيرهم، وهؤلاء جميعاً هم من يقررون مصيرهم بأنفسهم، وهؤلاء هم من يحددون نموذج الحياة الذى يعيشونه، لذلك النموذج الذى نحن بصدده ليس نموذجاً قومياً ولكنه نموذج بخصوص الجغرافيا الموجودة، هذه الجغرافيا تحتوى على الكردي والعربي والسرياني، إنما نموذج العراق كان فيه تقسيمات إدارية حسب القوميات الموجودة.
تحدثت بأن الحرب ستستمر أكثر من 10 سنوات، ماذا تقصد بـ«الحرب» هل تلك التي تدور رحاها مع الإرهابيين أم بين قوات سوريا الديمقراطية والجيش السوري؟
– تلك الحرب لها جوانب كثيرة، فالحروب القائمة هي بين دول إقليمية وأخرى عالمية على الأراضي السورية، وهناك الصراع الأمريكي الروسي والصراع الأمريكي الإيراني والصراع التركي السوري والصراع التركي الإيراني، والصراع الكردي مع النظام الحاكم والصراع السني الشيعي، وهناك إرهاب وهناك داعش، وقد يكون انتهى داعش عسكرياً لكن تنظيمياً لم ينته، فهناك خلايا نائمة موجودة في الكثير من المناطق، وهناك جماعات مسلحة ترتدي عباءة الإسلام وهناك تنظيم القاعدة، وجبهة النصرة، لذلك فلن تنته هذه الحروب بسهولة فقد تصل إلى عشرة أعوام وأكثر، نتيجة للصراعات الدولية والعالمية، ونحن نعتبرها حرباً عالمية ثالثة.
هناك حدود مع النظام السوري حتى لو لم يكن بها اشتباك، فهذا يعنى أن هناك رغبة في تحديد مناطق سيطرة واستقلال، كما أن جهودكم العسكرية في دير الزور قد تعنى أنكم تريدون توسيع مكاسبكم على الأرض للتفاوض عليها كمنطقة حكم ذاتي؟
– نحن لا نعتبرها استقلالاً لكن نعتبر أننا نستطيع أن ندير هذه المنطقة مدنياً ونحميها من تدخل الخارجين، وليس اقتطاع جزء من الأراضي السورية، لأن الاستقلال ليس لصالح شعوب المنطقة، قد يكون لمرحلة مؤقتة إيجابياً لكن لمرحلة دائمة سيكون سلبياً، ولا نملك تلك القوة التي تؤهلنا لحماية هذه المناطق على مدى عشرات ومئات الأعوام المقبلة، وهي ليست بالحل لأنها ستؤدى إلى صراعات إقليمية أكثر حدة مما نحن عليه الآن وصراعات مجتمعية بين المجتمعات، وهناك عرب وسريان وكرد، وسيكون هناك صراع كردى- عربي ونحن في غنى عن هذه الصراعات، وجزء من سوريا المستقبل هي الحلول التي ستطرح من أجل سوريا عبر المؤتمرات الدولية سواء في جنيف أو في المؤتمرات الدولية التي ستقام، يهمنا مصلحة الشعوب الموجودة في دير الزور كما يهمنا مصلحة الشعوب في مدينة قامشلو والحسكة والرقة، ووجود داعش على مشارف الخطوط في شمال سوريا يشكل تهديداً بالنسبة لنا في كل الشمال، لذلك من واجبنا أن نلبي نداء أبناء دير الزور وأبناء مدينة الرقة، كون النظام أدار ظهره إلى شعوب هذه المناطق التي يسيطر عليها داعش، وعانى الشعب السوري في هذه المناطق من إرهاب داعش والجماعات الإرهابية الأخرى على مدى سبع سنوات؛ لذلك هم يبحثون عن مغيث يغيثهم ولم يجدوا سوى وحدات حماية الشعب الكردية، لتقوم بتحريرهم ومساعدتهم وبالتالي تشكيل مجالسهم المدنية، وهم الآن يديرون أنفسهم وهم أحرار في الانضمام إلى مناطق الشمال السوري أم لا.
هل ستعقدون جلسات تفاوض مع الرئيس «الأسد»، عقب الانتهاء من حربكم في دير الزور أمام تنظيم داعش؟
– لسنا مع الحل العسكري والحلول التي تأتي عبر إراقة الدماء، ونحن مع المفاوضات والمحادثات، التي تضمن حقوق الجميع في الوطن الواحد، إذا كان النظام يريد المفاوضات ويبدي استعداده فلا مانع لدينا، ولكن إذا أصرَّ على التوجه إلى خيار آخر، فلا خيار أمامنا سوى المواجهة.
هذا يعنى أنه لا بد أن يقبل بمشروع سوريا الديمقراطية؟
– لا أقول إنه لا بد أن يقبل بمشروع سوريا الديمقراطية، لكن لا بد أن يكون هناك حل بالنسبة للسوريين جميعاً، والمفاوضات هي التي تحدد مستقبل شعوب المنطقة والشعب السوري وإذا كانت الصيغة مقبولة بالنسبة لنا، كشعب الشمال السوري سنقبل بالحلول المطروحة.
إذا افترضنا أن الرئيس الأسد جلس معكم ووافق على أن تكون سوريا ديمقراطية كما تريدون وبها العدالة والحرية، هل ستسلمون له مناطقكم بعد وعوده هذه، وتتخلون عن الفيدرالية؟
– لا يوجد أي حل لسوريا من دون ضمانات دولية، كون سوريا ليست سوريا السابقة فقد تغيرت الموازين بعد 2011، لذا فأي حل سيطرح سيكون بضمانات دولية، عبر مؤتمرات بإشراف الأمم المتحدة والروس والأمريكيين والممثلين الحقيقيين لهذا الشعب، ونحن جزء من هذا الحل ولا نقول إننا نملك الحل كاملاً، وبشار الأسد عندما يأتي إلى المفاوضات سيكون بضمانات دولية، ولا أقول إننا سنتخلى عن الفيدرالية في إدارة مناطقنا كون هذا الحديث سابقٌ لأوانه، وسنترك هذا الحديث لوقته.
هل تقبلون أن تكونوا جزءاً من اللعبة بين الأمريكيين والروس؟
– لن نكون جزءاً من اللعبة، يهمنا مصلحتنا ومصلحة سوريا، فالصراع الأمريكي الروسي قديم، ونحن نحافظ على مصالحنا ونحارب من أجلها، ولسنا جنداً تحت الطلب عند هذا أو ذاك، الكل يعمل من أجل مصالحه بالدرجة الأولى، لا يهمهم مصلحة الشعوب الموجودة، وعفرين مثال أمام أعيننا، والكثير من الأمور كانت بموافقة أمريكية، لكن لدينا مصلحة في التحالف معهم في مواجهة الإرهاب، وعندما ينتهي الإرهاب سيكون لنا حديث آخر.
المصدر: PYD