دوريـ.ـات روسية في المناطق المحـ.ـتلة..هل هي أحـ.ـياء مـ.ـسار التـ.ـطبيع بين تركيا ودمشق، ام تصـ.ـفية الفـ.ـصائل؟

أن العلاقات التركية-الروسية لم تكن منذ عقود طويلة بأفضل مما هي عليه اليوم، عندما شرعت الدول الغربية في فرض عقوبات على روسيا بعد انطلاق “العملية العسكرية” الروسية ضد أوكرانيا، رفضت تركيا الالتحاق بركب العقوبات، ولم يلبث كبار رجال الأعمال الروس وصغارهم أن انتقلوا إلى تركيا، بعد أن أقفلت الأسواق الأوروبية أبوابها أمامهم. نجحت تركيا، بجهود دبلوماسية خارقة، في تنظيم جولات تفاوض روسية-أوكرانية. ومع مضي عجلة الحرب، بات واضحًا أن تركيا أصبحت الوسيط الوحيد، محل ثقة القيادة الروسية.
وفي هذه المرحلة بالذات، أخذت تركيا خطوتين بالغتي الدلالة في التقارب مع روسيا، تمثلت الأولى في منح روسيا عقد إنشاء أول مفاعل نووي تركي لتوليد الكهرباء؛ أما الثانية فتعلقت بشراء منظومة الدفاع الجوي الروسية إس-400، بالرغم من المعارضة الأميركية الحادة.
في عام 2023 جددت روسيا استعدادها لبذل جميع الجهود لتطبيع العلاقات بين تركيا وسوريا، حيث طرحت روسيا، التي ترعى مسار محادثات التطبيع، العودة إلى فلسفة «اتفاقية أضنة» الموقعة عام 1998، والتي تسمح للقوات التركية بالتوغل في الأراضي السورية لمسافة 5 كيلومترات، مع تطويرها للسماح للقوات التركية للتوغل لمسافة أكبر تصل إلى 30 كيلومتراً.
بحسب المصادر، تم التوصل إلى اتفاق بين تركيا وروسيا، لتحريك الدوريات الروسية كقافلة في الأراضي السورية المحتلة من قبل تركيا وفصائلها، كمدينة جرابلس واعزاز والباب، بالتزامن مع توجه رتل ضخم لجيش الاحتلال التركي مدعم بمصفحات إلى معبر أبو الزندين لمرافقة الوفد الروسي وحمايته.
واشارت الوسائل الاعلامية بانتشار فصائل الاحتلال التركي وهم يحملون قنابل يدوية في مدينة الباب استعداداً لنسف وفد الروسي، وقامت فصائل الاحتلال التركي وذويهم بالاعتراض لارتال جيش الاحتلال التركي في مركز مدينة الباب المحتلة لمنع مرور الوفد الروسي، بالتزامن مع أنباء عن نية الاحتلال التركي و طرف الروسي نقل الوفد عبر طائرات المروحية لمركز مدينة عفرين المحتلة وعقد الاجتماع بمبنى السرايا، وسط استنفار لفصائل السلطان مراد ضد مجموعات الفصائل الذين اعترضوا ارتال جيش الاحتلال التركي.
حيث أكدت مصادر خاصة لروز بريس، أن الهدف من دخول دوريات روسية إلى المناطق المحتلة من قبل تركيا هي من أجل تصفية بعض قيادات الفصائل التابعة لتركيا والتطبيع مع حكومة دمشق، حيث اشترطت دمشق من قبل على تركيا بتسليم جميع الفصائل الإرهابية وخروج تركيا من المناطق المحتلة.
يأتي هذا الاتفاق الروسي التركي بحسب المحللون، بعد أن جندت تركيا الكثير من الفصائل السورية وتدريبهم وارسالهم إلى اوكرانيا لمساعدات القوات الروسية في الحرب هناك.
وايضا تم تسليم وتصفية الكثير من الفصائل السورية على يد تركيا في الآونة الاخيرة، هذا ماسبب بانزعاج عوائلهم، لذى قامت فصائل الاحتلال التركي وذويهم بالوقف في وجه دوريات روسيا في مدينة الباب.
فبحسب التقارير، الهدف من الاتفاق الروسي والتركي هي أن تسيطر روسيا على هذه الفصائل ومن ثم تقوم بتصفيتهم، هولاء الفصائل السورية التي أصبحت لعبة بيد تركيا فقد تخلت عنهم في ليبيا وافريقيا والنيجر أيضا وسلمتهم لمعسكرات روسية هنالك، الان تقوم بهذا في المناطق المحتلة السورية، من أجل تطبيع مصالحها مع سوريا، خاصتا بانه يدور الحديث عن نية واشنطن في الاعتراف بالإدارة الذاتية الديمقراطية في إقليم شمال وشرق سوريا، حيث أكدت صحيفة سوزجو التركية هذه المعلومة أيضا.
الجدير بالذكر بانه انطلقت الدوريات الروسية التركية المشتركة في شمال شرق سوريا بموجب اتفاق تم بين أنقرة وموسكو الذي تم التوصل إليه بوساطة أمريكية عام 2019، عندما احتلت تركيا مدينتي سريه كانيه وتل ابيض، وبدأت هذه الدوريات من منطقة تمتد 30 كلم على الجانب السوري من الحدود التركية، حيث قتل الكثير من المدنيين بسبب هذه الدوريات، دون الاكتراث إليهم او وقف الدوريات ومساعدتهم.