تتجلى تداعيات تغيّر المناخ بشكل متواصل في منطقة الشرق الأوسط، وتُعد سوريا من أكثر الدول تأثراً. فقد واجهت المنطقة موجات جفاف شديدة خلال السنوات الماضية والتي لا تزال مستمرة، ما أدى إلى انتشار التصحر على مساحات واسعة من الأراضي السورية، وفقاً للتقارير الدولية.
في هذا السياق، صادف يوم 17 حزيران اليوم العالمي لمكافحة التصحر والجفاف. وتهدف هذه المناسبة إلى تعزيز الوعي بخطورة هذين التحديين البيئيين الكبيرين في عصرنا الراهن.
حيث يواجه إقليم شمال وشرق سوريا تحديات جمّة تتمثل في خطر التصحر والجفاف المتزايد, ويؤكد خبراء البيئة أن التصحر لن يقتصر على المنطقة التي تأثرت بها فقط، بل سينتقل إلى المناطق الأخرى أيضاً.
بدوره أكد الباحث البيئي ومدير قسم التخطيط والمشاريع في هيئة البيئة في الادارة الذاتية الديمقراطية لشمال وشرق سوريا، عارف مسلم، أن هناك ازدياداً في مساحات التصحر في المنطقة مقارنة بالأعوام السابقة، موضحاً أن الأمر تفاقم نتيجة الأزمة السورية وغياب الرقابة على المشاكل البيئية.
وفي الوقت الذي يُسلّط الضوء فيه على العوامل البشرية، أكد مسلم أن الممارسات غير المدروسة التي لا تراعي قدرات النظام البيئي وخصائص التربة، والرعي الجائر، وتجريف الأراضي الزراعية، وقطع الأشجار وإزالة الغابات، بالإضافة إلى تأثيرات الحروب والعمليات العسكرية في سوريا – وفي مقدمتها قطع مياه نهر الفرات والأنهار الأخرى من قِبَل تركيا قد أسهمت في تزايد وتفاقم ظاهرة التصحر.
عارف المسلم أكد على ضرورة تضافر جهود جميع الأطراف ذات الصلة لمواجهة تحديات التصحر. فالأمر يستدعي تكاتف المؤسسات المحلية والجهات الدولية، بالتعاون مع سكان المناطق المتأثرة، لاتخاذ التدابير والإجراءات الوقائية المناسبة.