تركيا وإيران..تعـ.ـاون لمحـ.ـاربة مقـ.ـاتلي الكردستاني واقليم كردستان العراق تفـ.ـتح لهم الـ.ـمجال

بعد أن أطاحت الولايات المتحدة بنظام صدام حسين عام 2003، أتيحت لإيران فرصة إقامة علاقات سياسية واقتصادية مع حكومة إقليم كردستان العراق، بحيث افتتحت قنصليتين في أربيل والسليمانية. وتمكنت حكومة إقليم كردستان العراق من افتتاح مكتب تمثيلي لها في طهران، يعمل كـ”سفارة فعلية”، على الرغم من أنه لم يتم افتتاح مثل هذا المكتب بعد في تركيا.
وقد شهدت العلاقات بين إيران وحكومة إقليم كردستان العراق حركة مد وجزر منذ عام 2003 بسبب التطورات الإقليمية، وظهور داعش، وصراع إيران مع الولايات المتحدة وإسرائيل.
تكمن أحد الأسباب الرئيسية لعدم استقرار العلاقات بين أربيل وطهران في وجود الأحزاب الكردية الإيرانية المعارضة في إقليم كردستان العراق.
فبحسب الوسائل الاعلامية، تقوم إيران منذ عام 2022 بشن هجمات على مواقع في مناطق متفرقة من إقليم كردستان العراق، وتحديدًا في محافظتي أربيل والسليمانية وكركوك.
لكن مع زيارة رئيس إقليم كردستان العراق نيجيرفان بارزاني في 5 و 6 من إلى طهران، فتح الباب لعصر جديد من التعاون، وخلال رحلته التقى بارزاني بالمرشد الأعلى علي خامئيني، ومجموعة من المسؤولين رفيعي المستوى. وتشير هذه الزيارة، الأولى من نوعها منذ ثلاث سنوات، إلى تحول محتمل في العلاقات بين إقليم كردستان العراق وإيران.
وتملك إيران وحكومة إقليم كردستان العراق، على الرغم من ماضيهما المضطرب، مصلحة راسخة في حل بعض الخلافات التي تطبع المشهد السياسي العراقي خاصتا مع تركيا، حيث ترى طهران في ذلك فرصة لتوسيع نفوذها في المنطقة، مثلما فعلت في سوريا ببسط نفوذها هناك.
من ناحية أخرى أكدت المصادر بأن مع توسيع مصالح ونفوذ إقليم كردستان العراق وايران، تعزز إقليم كردستان العراق مصالحها مع تركيا أيضا، حيث وقعت اتفاقية استراتيجية مدتها 50 عاما مع تركيا لتصدير النفط، في خطوة استبعدت بغداد تماما.
يبدو أن القمة التي عُقدت مؤخراً بين العراق وتركيا أزالت العديد من المسائل الشائكة التي تعكّر العلاقة الثنائية منذ وقت طويل، بدءً من الحقوق المتعلقة بالمياه وإلى الحرب ضد مقاتلي الكردستاني وان تكون العراق وسيط في تطبيع تركيا مع حكومة دمشق، مما خلق تحديات ومنافع محتملة على حد سواء لمصالح تركيا وإيران داخل العراق وخارجه.
وذلك بعد إعلان رئيس وزرائه، محمد شياع السوداني، أن بلاده تعمل على ترتيب اجتماع بين مسؤولي البلدَين التركي والسوري لبحث سبل إنهاء الخلاف بينهما. 
رغم ذلك، اشارت التقارير بانه مؤخراً شنت إيران وتركيا هجمات متزامنة بطائرات مسيرة وصواريخ داخل اقليم كردستان العراق، وتسببت هذه الهجمات في وقوع إصابات وتوقف الأعمال التجارية.
واشارت التقارير بان إيران وتركيا كثفت هجماتهما على مواقع مقاتلي الكردستاني بصورة متزامنة تقريبا، وطرح هذا التزامن بين العمليات الإيرانية والتركية في شمال العراق تساؤلا حول وجود تنسيق بين البلدين. ورغم استمرار الصراع بينهما على توسيع رقعة النفوذ إلا أنهما باتا أكثر توافقا على ضرب مقاتلي الكردستاني واحتلال مناطق العراق.
ومن جانبه صرح مسؤول الفرع الرابع في الحزب الديمقراطي الكردستاني، آري هارسين إلى أن علاقات الحـزب الديمقراطي الكردستاني مع الجمـهورية الإسلامية الإيرانية في أفضل حالاتها وبانه يجب طرد الأحزاب المـعارضة الكردية الإيرانية من أراضي اقليم كردستان العراق.
وأكد آري هارسين انه من حق إيران وتركيا أن تقـصـف مناطق داخل إقليم كردستان.
وقال المحللون في هذا الشأن بأن مثل هذه الأعمال العدوانية التي تنفذها دول مجاورة للعراق كايران وتركيا، تُحرج الدولة العراقية وتُبطل شرعية قادتها الذين بدورهم غير مستعدين وغير قادرين على الدفاع عن بلدهم.
ويرون بأن ما يحدث بين إيران وتركيا في العراق وسوريا، ليس منافسة فقط، بل التصادم غير المباشر أو حتى الحرب بالوكالة، التحركات التركية الأخيرة في شمال العراق تؤثر على المصالح الإيرانية في العراق، وهو ما لن تتجاهله طهران أو وكلائها.