الـ.ـتقارب التركي والسوري كـ.ـش مـ.ـلك للفـ.ـصائل..ومرحبا بالـ.ـحل الـ.ـسياسي مع الإدارة الذاتية

كان الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، قد عبَّر علنا، في نهاية نوفمبر/تشرين الثاني 2022، عن رغبة بلاده في تطبيع العلاقات مع سوريا، دون أن يستبعد لقاء على مستوى القمة في المستقبل. ولم يلبث أردوغان أن تابع تصريحه ذاك بعد أيام قليلة بالإشارة إلى أنه طرح على الرئيس فلاديمير بوتين اقتراحا بتولي روسيا تنظيم مسار ثلاثي للدفع بعملية تطبيع العلاقات التركية-السورية. والواضح أن لقاء وزراء دفاع وقادة استخبارات الدول الثلاث بموسكو كان الخطوة الأولى في هذا المسار.
وبعد ذلك جرت مفاوضات سورية – تركية في قاعدة “حميميم” برعاية روسية في شهر حزيران من هذا العام، أبرز ماجاءت في المفاوضات تسليم إدلب والمناطق المحتلة من قبل تركيا لحكومة دمشق، فتح معابر كانت تحت سيطرة الفصائل السورية التابعة لتركيا وتسليمها إلى قوات حكومة دمشق، تصفية الفصائل من خلال زجهم بمعارك خارج سوريا وعمليات عسكرية من قبل حكومة دمشق بمساندة روسيا وتركيا للقضاء على الفصائل، بحسب مصادر خاصة.
في المقابل، فإن المواقف الصادرة من أنقرة لا توحي برغبة جدية في حلّ المشكلة مع دمشق، فيما تشترط الأخيرة إعلاناً تركيّاً مسبقاً عن “مجرد النية” بالانسحاب من سوريا، للدخول في مفاوضات على أعلى مستوى.
وأكدت المصادر أن أي لقاءات رسمية بين تركيا وسوريا إن تمت هذا الشهر أو التي ستعقد لاحقاً في بغداد، ليست لها علاقة بالإدارة الذاتية ولا بانتخاباتها، وإنما لبحث حسابات واتفاقات مؤجلة منذ 2015 بينها قضية «سوتشي» ومسار «آستانا»، وتنفيذ الاتفاقات بين أنقرة ودمشق بما يخص إدلب والمناطق السورية المحتلة من قبل تركيا وفصائلها، وتسليم وتصفية الفصائل.
وقال المحللون بهذا الشأن بانه نظراً لردود الفعل التركية الاستفزازية لانتخاباتنا المحلية في شمال وشرق سوريا، بقي الجانب السوري دون تعليق حتى تاريخ هذا اليوم، وحكومة دمشق تعلم جيداً أنه لا توجد لدى الإدارة الذاتية أي خطط انفصالية، وهذه الانتخابات عبارة عن ترتيبات محلية لأنه (أي النظام) كان يرتكب نواقص في السابق خصوصاً في الانتخابات المحلية، وهذه الانتخابات نموذج ديمقراطي يصلح للتعميم على بقية المناطق السورية.
وسبقت أن قالت الإدارة الذاتية في بيان بأن خلافاتها مع حكومة دمشق شأن داخلي لا يمس تركيا، والانتخابات المحلية في شمال وشرق سوريا التي تعتزم إجراءها، الشهر المقبل، في مناطقها لا تستهدف أي طرف في الداخل أو الخارج.
وقال البيان إن الإدارة الذاتية كانت الضامن الوحيد لوحدة الأراضي السورية، وعملت وتعمل لإيجاد حل سوري – سوري، ورفضت التعامل مع الأجندات الخارجية.
واشارت التقارير بانه منذ البداية طالبت الإدارة الذاتية بالحوار مع جميع القوى السورية بما في ذلك حكومة دمشق، فحكومة دمشق توكد عدم اللجوء إلى صدمات عسكرية مع الإدارة الذاتية وقسد، حيث أكد الرئيس السوري بشار الأسد على أنه استبعد الحل العسكري للحوار مع الإدارة الذاتية، وبانهم مستعدون للحل السياسي مع الإدارة لأنها تمثل جميع مكونات المنطقة.