أجرت مؤسسة “سوريون من أجل الحقيقة والعدالة” تحقيقاً قالت فيه، إن “تركيا استهدفت (بشكل متعمّد) البنية التحتية في عموم مناطق شمال وشرق سوريا، في 3 حملات جوية شنّها سلاح الجو التركي في أواخر عام 2023، وأوائل عام 2024 الجاري”.
حيث بدأت الحملة الأولى في 5 تشرين الأول/أكتوبر 2023، واستمرت 5 أيام، شنت خلالها المقاتلات والمسيرات التركية 90 غارة، مشتهدفةً أكثر من 150 موقعاً حيوياً، بينها محطات لتحويل الكهرباء.
إذ حرمت سكان المنطقة من الكهرباء والمياه أسابيع عدة، كما أدت إلى موجة نزوح جزئية.
وأسفرت هذه الغارات عن وفاة 48 شخصاً على الأقل بينهم 11 مدنياً، وجرح 47 آخرين على الأقل بينهم 15 مدنياً.
وشنّ الاحتلال التركي حملة ثانية مكثفة في 25 كانون الأول/ديسمبر 2023، استخدمت فيها أيضاً الطائرات الحربية والمسيرات. وفقاً للتحقيق. وقد كشفت وكالة الاستخبارات التابعة للاحتلال التركي عن حصيلتها: مقتل 9 مدنيين على الأقل، وجرح 18 آخرين.
وبحسب التحقيق فقد طاولت هذه الغارات حقل عودة النفطي، إلى جانب منشآت طاقة أخرى، ومصانع للأغذية وورشات صناعية ومستودعات ومرافق الطبية، في نمط متسق لاستهداف البنية التحتية المدنية في المنطقة، مخرجةً مركزين طبيين عن الخدمة كلياً.
وشنت أنقرة بين 12 و15 كانون الثاني/يناير 2024 حملتها الثالثة، فاستهدفت مقاتلاتها ومسيراتها 64 موقعاً على الأقل في مناطق مختلفة من شمال وشرق سوريا، بينها منشآت للطاقة ومواقع في حقل العودة النفطي، فكانت الحصيلة جرح 6 مدنيين، بينهم طفلان.
وطالب التحقيق مجلس الأمن الدولي والأمم المتحدة التنديد بخروقات الاحتلال التركي للقانون الدولي الإنساني، وتكثيف جهود الوساطة الدولية لوقف إطلاق النار وخفض التصعيد.
كما طالب الولايات المتحدة بإعادة النظر في اتفاقيات وقف إطلاق النار الموقعة مع الجانب التركي، لتشمل وقف الغارات التركية على شمال وشرق سوريا، وإغلاق المجال الجوي في المنطقة بوجه المقاتلات والمسيّرات التركية.
كما أن التحقيق استند على 21 إفادة مفصلة لأقارب ضحايا الغارات ولشهود عيان، إضافة إلى عمليات بحث مكثفة تمت بين أكتوبر 2023 وآذار/مارس 2024.