‎”مسار التطبـ.ـيع السوري – التركي: الأسد يشـ.ـترط على تركيا سحـ.ـب قواتـ.ـها من سوريا وتصـ.ـفية الفصـ.ـائل”

لطالما أعربت روسيا عن استعدادها لبذل جميع الجهود لتطبيع العلاقات بين تركيا وسوريا، واستئناف المحادثات التي تشهد جموداً منذ اجتماعات الدورة الـ20 لصيغة آستانا.
وكانت المحادثات توقفت بسبب تضارب المواقف بين الجانبين التركي والسوري، فيما يتعلق ببقاء القوات التركية في شمال سوريا.
تركيا ترغب في إقامة حزام أمني يمتد بعمق 30 إلى 40 كيلومتراً شمال سوريا خلف حدودها الجنوبية، وتشترط دمشق للتطبيع مع تركيا بسحب الأخيرة قواتها من سوريا وتسليم المناطق المحتلة لحكومة السورية.
وفي ظل التغيرات السياسية والإقليمية الأخيرة، أصبحت العلاقات بين تركيا وسوريا محور اهتمام واسع، خاصة بعد تداول أخبار وتصريحات عن تقارب بين الجانبين بوساطة روسية. حيث يلقي الضوء على تفاصيل هذا التقارب وتداعياته المحتملة على الفصائل السورية والمناطق المحتلة.
خلال اجتماع الوفدين التركي والسوري في قاعدة حميميم الروسية، تم الاتفاق على عدة نقاط رئيسية، من أبرزها:
وافقت تركيا على قطع الدعم عن الفصائل السورية المعارضة وتصفية وجودهم، إما بتسليمهم لحكومة دمشق أو بإجبارهم على الانسحاب من مناطقهم.
فتح المجال أمام قوات دمشق وروسيا لاستلام إدلب والمناطق المحتلة، يعد هذا البند محورياً في الاتفاق، حيث يتم تسليم المناطق التي تسيطر عليها الفصائل إلى القوات الحكومية السورية بدعم روسي.
كما أكدت وكالة الأنباء السورية “سانا” أن الرئيس بشار الأسد منفتح على جميع المبادرات التي تتعلق بالعلاقة مع تركيا، شريطة أن تكون هذه المبادرات مستندة إلى، سيادة الدولة السورية على كامل أراضيها.
محاربة جميع أشكال الإرهاب وتنظيماته.
تصريح الأسد يوكد بانه لا اتفاق او تطبيع مع تركيا الا بسحب تركيا قواتها من سوريا.
كما كانت هناك تحركات عراقية مضاعفة لدعم التقارب بين دمشق وأنقرة، حيث تلعب بغداد دوراً مهماً في هذا السياق بدعم من السعودية وروسيا.
حيث علق المبعوث الخاص للرئيس الروسي، ألكسندر لافرنتييف، على هذا التقارب، مشيراً إلى رغبة روسيا في تطبيع العلاقات بين الحكومة السورية وتركيا. من ناحية أخرى، أكد وزير الخارجية التركي، حقان فيدان، على الجانب الاستخباراتي في تصريحاته، مشيراً إلى تفاهمات أستانا بدلاً من مفاوضات جنيف، مما يعكس تركيزاً على الجوانب العملية العسكرية.
من غير المتوقع أن تقبل الحكومة السورية بالفصائل المسلحة التي تعتبرها عصابات إرهابية عميلة لتركيا. كذلك، لن تقبل بوقف إطلاق نار دائم أو بعودة اللاجئين والمهجرين بسبب المخاوف الأمنية والاقتصادية.
وبعد هذا التقارب، بات موقف تركيا واضحاً في تخلّيها عن الفصائل السورية، حيث سبق لها أن زجت بهم في حروب خارج سوريا لتتخلص منهم.
وفي ضوء هذا التقارب، يبدو أن أيام الفصائل السورية المدعومة من تركيا أصبحت معدودة، وسيكونون الورقة المحروقة في هذه الاتفاقية