تلوح في مناطق إقليم كردستان العراق ملامح فورة غضب جماهيري جرّاء سوء الأوضاع الاجتماعية وتراكم المصاعب الاجتماعية في ظلّ عجز سلطات الإقليم عن دفع رواتب العمّال والموظّفين، وحل المشاكل الخدمية أهمها المياه، والتي تمثّل وقودا رئيسيا للدورة الاقتصادية في تلك المناطق.
ومن بين عدد سكان العراق البالغ نحو 39 مليون نسمة، يقدر عدد سكان إقليم كردستان بـ5 ملايين نسمة، منهم 1.2 مليون يتقاضون رواتب من الدولة شهريا.
ويتقاسم سكان الإقليم مع سائر سكّان العراق الأوضاع الاجتماعية السيئة وتردّي الخدمات، كنتيجة لفشل السياسيين وفسادهم، بحسب المصادر المحلية.
وتزامن قطع الرواتب مع تراجع أسعار النفط في الأسواق العالمية، وخلافات بغداد مع أربيل على إدارة الثروة النفطية وتوزيع إيراداتها إضافة إلى إيرادات المعابر الحدودية، ما فاقم الأزمة المالية وازمة المياه في الإقليم.
وكان رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني أعلن خلال مؤتمر صحفي مشترك مع الرئيس التركي رجب طيب إردوغان توقيع أكثر من 24 مذكرة تفاهم في عدة مجالات، منها اتفاقية لمدة 10 سنوات بشأن إدارة الموارد المائية، وذلك خلال زيارة الرئيس التركي إلى العراق.
وتهدف الاتفاقية لضمان “حصول العراق على حصته العادلة” من المياه إلى نهري دجلة والفرات اللذين ينبعان من تركيا المصدر الرئيسي للمياه العذبة في العراق الذي يعاني منذ سنوات شح كبير بالمياه.
وقالت المصادر العراقية بأن تركيا وعد سابقاً بإطلاقات مائية لمعالجة شح المياه، ولكنه لم ينفذ تلك الوعود، فهو فقط يريد استغلال إقليم كردستان العراق من أجل مشاركته في الهجوم ضد المقاتلي الكردستاني واحتلال مناطق العراق.
والذي يحصل على أرض الواقع هو قيام العراق بإرسال احتياجاته من المياه وخطته الزراعية إلى تركيا، وعند ذلك يتم إرسال كميات من المياه عبر نهري. دجلة والفرات.
هذا مايسبب في أزمة مياه، حيث إن السكان يعانون منذ فترة، من سوء توفير المياه، وهو ما أدى إلى تنظيم العديد من التجمّعات الاحتجاجية التي لم تلقَ آذاناً صاغية من قبل المسؤولين، ما يثير التساؤلات حول مدى اهتمام السلطات بمشاكل المواطنين.
يأتي هذا في حين تشارك الديمقراطي الكردستاني الاحتلال التركي بشن هجماته على مقاتلي الكردستاني، ولاتهتم لتردي الخدمات في مناطقها، تايد في نصب جيش الاحتلال التركي حواجز في مناطقها واستغلالها للاهالي من أجل دعمها بعملياتها العسكرية في إقليم كردستان العراق، ولاتضغط على تركيا من أجل اعطائها حصتها من المياه لحل مشكلة الاهالي، هذا ماافاده محللون عراقييون.
واشارات المصادر بان غارات الطائرات المسيرة التركية الأخيرة على مناطق إقليم كردستان العراق، ألحقت أضرارا بالبنية التحتية الحيوية وأدت إلى انقطاع المياه عن ملايين الأشخاص.
في حين يقوم مسعود البرزاني ونيجرفان برزاني العمل على بناء ملاعب في هولير، التي تجسد الفخامة والمكانة الدولية تتناقض بشكل صارخ مع أزمة شح المياه المستمرة التي تعاني منها المدينة والتي أثرت تحديدًا في أحياء هولير الفقيرة وأدت بالبعض إلى الاحتجاج مطالبين بالوصول إلى خدمات المياه الأساسية.
وقال المحللون أنه في ظل صيف هولير القاسي وشمسه اللاهبة، يعاني سكان الأحياء الفقيرة باستمرار من شحّ المياه، إذ يضطرون إلى شراء المياه من الصهاريج بأسعار باهظة وإنفاق جزء كبير من دخلهم الضئيل على هذا المورد الأساسي، وينتظرون في الطابور يوميًا بفارغ الصبر على أمل الحصول على ما يكفي من المياه، وها هم الآن يشهدون أيضًا على الكمية الهائلة من المياه التي يستهلكها ملعب الغولف والفنادق التابعة لعائلة البرزاني الذي يقع على مرمى حجر منهم.