ان الاجندة التركية بدأت تظهر بوضوح في الفترة الأخيرة بعد التعزيزات العسكرية المهولة والتحركات المشبوهة للمدرعات والاليات التركية التي توغلت بشكل غريب في مناطق بعيدة كل البعد عن مقاتلي الكردستاني الذي كان الفزاعة التي تبرر لتركيا اقتحام الأراضي العراقية في إقليم كردستان العراق.
ويبدو ان المخطط التركي لاحتلال أجزاء كبيرة بل محافظات كاملة من العراق، بدأ يطبق على ارض الواقع، وخاصة بعد انتهاء فترة اتفاقية لوزان.
ويبدو ان الخطوة الأولى بعد انتهاء هذه المعاهدة كانت في العراق من خلال التحركات العسكرية التركية المشبوهة، والتي اوضحتها احدى المنظمات الامريكية.
اكدت الوسائل الاعلامية بان تركيا تسعى إلى رسم خطٍّ أمني يبدأ من منطقة شيلادزي ويمتدّ إلى قضاء باتيفا ويمرُّ عبر ناحية ديرلوك وبامرني وبيكوفا بحيث تكون جميع القرى والبلدات والأقضية والنواحي والوديان والأراضي ومصادر المياه خلف هذا الخط تحت السيطرة العسكرية للجيش التركي والوصول إلى جبل هفت تبق، في منطقة شلادزي واحتلال سلسلة جبال كارا ما يعني فقدان حكومة إقليم كردستان العراق بين 70 و75 في المئة من سلطتها على محافظة دهوك.
ورصدت منظمة “فرق صناع السلام” الأميركية (CPT)، دخول جيش الاحتلال التركي صوب اقليم كردستان العراق بـ300 دبابة ومدرعة واقامة حاجز امني ضمن حدود منطقة بادينان، خلال الأيام العشرة الماضية، وتستعدّ لتنفيذ عمليةٍ عسكريةٍ واسعةِ النطاق هناك.
المنظمة العالمية الأمريكية أشارت في تقرير أعده فريقها المختص بشؤون كردستان العراق إلى أنّ الجنود الأتراك شوهدوا وهم يتحركون في قرى كيسته وآردنا وجلكي وبابيري وأوره وسررو في ناحية كاني ماسي، منبهةً إلى خطر هذه التحرّكات على الحياة اليومية والأنشطة الزراعية في تلك المناطق، خاصّةً أنّ جيش الاحتلال التركي لا يسمح لأيّ مدنيٍّ بالمرور إلّا بعد التحقيق معه والتدقيق في أوراقه الثبوتية.
واعلنت عضوة حركة كوران جولي أسعد سقوط 75% من محافظة دهوك في إقليم كردستان العراق بيد الجيش التركي إلى جانب قرى أورا، سارو، أردانا، كيستا، تشيلك. وبابير، فيما تحرك ألف جندي تركي لرسم خط يبدأ من منطقة شيلادزي حتى منطقة باتيفا، والتي ستكون جميعها تحت السيطرة التركية.
وتحدثت وسائلِ إعلامٍ محلية عن مخاطر الهجوم التركي، وبأن شن تركيا لعملية يعرّض العشرات من القرى والنواحي للخطر ويشرّد المئات من العوائل، وعليه فإن جزءاً مهماً من أرض إقليم كردستان العراق، سيقع بيد الجيش التركي ومن الصعب أن يعود إلى سيطرة حكومة الإقليم والعراق مرة أخرى.
وقال المختصين في هذا الشأن بان العراق واقليم كردستان العراق انشغلو بالتواجد الأجنبي بقيادة الولايات المتحدة الامريكية، وتجاهلو الاحتلال التركي الذي غرس جذوره بعيدا في الأرض العراقية.
وهذا الامر يتحمله إقليم كردستان العراق، الذي تقصد بجعل الامن في أراضيه هشا عبر رفضه دخول القوات العراقية الى أراضي الإقليم بدون اذن منه وكأنه يريد ان يعيش أجواء الدولة المستقلة وليس الاقليم.