تصاعدت التوترات في محافظة دهوك في إقليم كردستان العراق بعد دخول مئات المدرعات التركية إلى المنطقة، وسط مخاوف دولية واسعة من احتلال أجزاء آخرى من مناطق إقليم كردستان العراق وبشكلاً خاص محافظة دهوك.
تزامنًا مع هذا التوغل العسكري، تزايدت المخاوف من تفاقم الوضع الأمني والانساني في المنطقة، ما دفع جماعات حقوق الإنسان والمجتمع الدولي إلى إطلاق نداءات عاجلة لضرورة احترام السيادة الوطنية للعراق وانسحاب القوات التركية المحتلة فوراً.
وأكدت الوسائل الاعلامية بأن القوات التركية احتلت بشكل كامل على قريتي كركان وبريفكان في منطقة بروارى بالا بمحافظة دهوك، وقامت بنصب نقاط تفتيش وسيطرات أمنية. وبموجب الإجراءات الجديدة، يُطلب من أهالي القرى إبراز جوازات السفر عند الدخول أو الخروج من المنطقة.
حيث تداول ناشطون في إقليم كردستان العراق، صورة صادمة تُظهر برج تنقيب نفطي يستخدمه الاحتلال التركي لحفر آبار النفط على الحدود، بالقرب من قرية “شينافا” التابعة لقضاء زاخو في محافظة دهوك.
وفقاً لوكالة روج نيوز، فإن الهدف هو سرقة موارد النفط من اقليم كردستان العراق، عن طريق تنفيذ حفر مائلة تستهدف استخراج النفط بطرق غير مشروعة.
وأكد ناشطون أن الأنشطة التي تقوم بها دولة الاحتلال التركي، تتم دون موافقة السلطات العراقية الشرعية، وتعد انتهاكاً صارخاً للسيادة الوطنية والقوانين الدولية.
وأعرب سكان المنطقة عن قلقهم إزاء التدخلات التركية وتأثيرها السلبي على البيئة والاقتصاد المحلي.
في سياق متصل، زار رئيس إقليم كردستان العراق، مسعود البرزاني، العاصمة بغداد حيث أُجريت محادثات مع المسؤولين العراقيين بشأن القضايا الإقليمية، مع تجنب مناقشة التدخلات التركية في إقليم كردستان العراق واحتلالها لقرى ومناطق جديدة. هذا النهج أثار تساؤلات حول التوجهات الاستراتيجية للزيارة وتأثيرها على الأوضاع الميدانية والسياسية في المنطقة.
وتتحدث وسائل إعلام تركية عن وجود اتفاق مع بغداد يسمح لها بالتوغل داخل الأرضي العراقية وإنشاء مركز عمليات، ويشمل الاتفاق إنشاء مركز عمليات مشتركة و27 مركز شرطة على الحدود التركية لمحافظتي دهوك وهولير.
ورصدت منظمة “فرق صناع السلام” الأميركية، دخول الجيش التركي صوب اقليم كردستان العراق بـ300 دبابة ومدرعة واقامة حاجز امني ضمن حدود منطقة بادينان، خلال الأيام العشرة الماضية، ووفقا للتقرير الصادر عن المنظمة، فإن الدبابات والمدرعات التركية توغلت في قرى (أورا ، وسارو، وارادنا، وكيستا، وجلك، وبابير).
وقال مراقبين للشأن السياسي والأمني، بأن صمت حكومة العراق واقليم كردستان العراق، يعطي “ضوء أخضر” للتجاوزات التركية، ويمهد لاحتلال كافة مناطق العراق.
واشارت المصادر بانه من المتوقع أن تستمر الدولة التركية في احتلال أجزاء أخرى من أراضي إقليم كردستان العراق، ما لم تتخذ الأطراف المعنية خطوات فعالة لضمان الاستقرار واحترام السيادة الوطنية، وسط حالة من القلق الشديد تعم الأوساط الإقليمية والدولية حيال التطورات الأخيرة في دهوك.
وتشن دولة الاحتلال التركي منذ نيسان عام 2021، هجمات عنيفة ضد مقاتلي الكردستاني، بالتواطؤ مع حزب الديمقراطي الكردستاني، الذي يمهد الطريق لجيش الاحتلال التركي لاحتلال مناطق أخرى ضمن اقليم كردستان العراق.