ألقى وجود القواعد التركية في مناطق اقليم كردستان العراق، بظلاله على العلاقة بين بغداد وأنقرة بعد عام 2003، والحديث عن المسوغ القانوني لهذه القواعد داخل الأراضي العراقية، واستخدامها من قبل تركيا كنقاط انطلاق لتنفيذ عمليات عسكرية داخل الأراضي العراقية.
ومنذ مطلع عالم 2021، صعدت تركيا من عملياتها في العراق بشكل كبير، ونفذت العديد من عمليات الإنزال الجوي، فضلا عن إنشاء نقاط أمنية بعد دخول قواتها البرية لمناطق مختلفة من دهوك ونينوى، إضافة إلى الإعلان عن إنشاء قاعدة عسكرية جديدة في الأراضي العراقية، وخاصة في قضاء سنجار بنينوى.
وانتشرت القوات التركية، بشكل منسق في قرى قضاء أميدي بدهوك، في 29 حزيران يونيو الماضي، كما قصفت القوات التركية المنطقة بشكل مكثف أيضا.
واكدت المصادر المحلية، بأنه نزح أهالي قرية “دركةلا موسى بيك”، في بروارى بالا بمحافظة دهوك بعد تحذير القوات التركية باخلائها خلال 24 ساعة.
وبلغت عدد الخروقات التركية طيلة السنوات الماضية، أكثر من 22 الف خرق أمني للجانب التركي تجاه الحدود العراقية.
ومع تصاعد عمليات القصف والتوغل للقوات التركية في محافظة دهوك في إقليم كردستان العراق، ما زال الصمت سيد الموقف بشأن حكومتي العراق واقليم كردستان العراق حيال ذلك.
وفي تطور جديد، استهدفت قوات الجيش التركي، نقطة للبيشمركة في منطقة سركالة قرب جبل متينا في محافظة دهوك، مما أسفر عن وقوع إصابات، فيما تم تدمير واحتراق عدد من المنازل في إحدى القرى شمالي المحافظة بسبب القصف التركي.
من جهة أخرى، لم يصدر حتى الآن أي تعليق رسمي من الحكومة العراقية أو سلطات إقليم كردستان العراق بشأن هذه الغارات التركية وتداعياتها.
وبحسب المصادر، قامت الحواجز التابعة لجيش الاحتلال التركي قرب دهوك باستفذاذ المدنيين، وتعترض للمارة وتوقفهم، ويلفظون شعارات عنصرية ضد الكرد، حيث أعلنو بأن الأراضي التي تدخلها هي ملك للدولة العثمانية.
والإعلام التركي قام بنشر خارطة انتشار الجيش التركي في إقليم كردستان العراق معلنين سيطرتهم على الأراضي العراقية.
وكانت المصادر أفادت، بأن 208 قرية تم إخلاؤها في قضاء العمادية من السكان منذ بدء العمليات البرية للجيش التركي في القضاء، مبينة أن أكثر القرى التي نزح السكان منها في مناطق باليتي وكاني مآسي وقرى جبل متين.
ورصدت منظمة “فرق صناع السلام” الأميركية (CPT)، في نهاية شهر حزيران يوينو الماضي، دخول الجيش التركي صوب اقليم كردستان العراق بـ300 دبابة ومدرعة واقامة حاجز امني ضمن حدود منطقة بادينان، خلال الأيام العشرة الماضية.
كما أشار الى أن تركيا تسعى حاليا الى رسم خط أمني يبدأ من منطقة (شيلادزى) ويمتد الى قضاء “باتيفا”، وسيمرُّ عبر ناحية “ديرلوك”، و”بامرني”، “وبيكوفا” بحيث تكون جميع القرى والبلدات والاقضية والنواحي والوديان والاراضي والسماء والماء خلف هذا الخط تحت السيطرة العسكرية للجيش التركي، وإذا ما حدث اشتباك في هذه المناطق فستصبح ساحات قتال.
وكشفت التقارير سجلات وهوية 800 عنصر من داعش دربتهم تركيا لتنقلهم إلى إقليم كردستان العراق لمحاربة مقاتلي الكردستاتي.