الفاشية التركية عملت منذ بداية اندلاع الأزمة في سوريا على تشعيل النار في الداخل السوري عبر تمرير أجنداته وتدفيق فصائله إلى كافة المناطق السورية، حيث دربت وسلحت الآلاف من الفصائل من داعش وغيرها، تركزت أغلبها في المناطق المحتلة بدعم مباشر.
كما أنها عمدت إلى بيع الفصائل من السوريين بعد تدريبهم وتسليحهم إلى دول عدة، منها ليبيا وناجورنو كاراباخ وغيرها بحسب تقارير أكدت تجنيد الفصائل في المناطق التي احتلتها من الشمال السوري.
واشارت المصادر بانه تزامناً مع الحديث عن تقدم في مسار التقارب بين دمشق وأنقرة، ها هي الأخيرة تصدر تصريحات بعكس التيار، مهددة باحتلال مزيد من الأراضي السورية على طول الحدود، ما يعني بالتأكيد عدم جدية تركيا فيما يسمى ملف المصالحة مع دمشق.
تداعيات تلك السياسات تنعكس على الشعب السوري بالدرجة الأولى، حيث أن هدف الاحتلال التركي من مقارباته مع حكومة دمشق، تكمن في طمع الاحتلال بتوسيع رقعة المناطق التي تسعى إلى ضمها لأراضيه.
وزير دفاع النظام التركي يشار غولر أوضح في لقاء مع مجلة بوليتيكو الأمريكية، أن تركيا عازمة على إنشاء ما يسمى بممر أمني بعمق ثلاثين إلى أربعين كيلومتراً على طول الحدود مع العراق وسوريا، في إشارة واضحة إلى نية أنقرة قضم المزيد من الأراضي في شمال سوريا وإقليم كردستان العراق.
صحيفة الوطن شبه الرسمية في سوريا، سرعان ما ردت على تصريحات غولر، ووصفتها بأنها تخلط الأوراق وتثير الشكوك حول نوايا أنقرة التي ترددها في الفترة الأخيرة فيما يتعلق مسألة التقارب مع دمشق.
الصحيفة المقربة من الحكومة السورية، أكدت على أن تهديدات أنقرة الجديدة خطوة تبعد مسار التقارب مع دمشق التي تطالب بإنهاء الاحتلال التركي لأراضيها ووقف دعم أنقرة للمجموعات المسلحة كشرط لبدء مناقشات التطبيع، معتبرة أنّ تصريحات الوزير التركي تعيد الأمور إلى الوراء.
تطورات تأتي في وقت بات التطبيع السوري التركي الشغل الشاغل للمعارضة في تركيا، حيث يتسابق الطرفان للقاء الرئيس السوري بشار الأسد لبحث التطبيع والقضايا المشتركة.
ففي وقت يعلن رئيس النظام التركي رجب أردوغان رغبته الصريحة بلقاء الأسد، أعلن حزب الشعب الجمهوري، أكبر أحزاب المعارضة في تركيا، أنه تلقى موافقة سورية، بشأن لقاء زعيمه أوزغور أوزيل بالرئيس السوري، لدفع جهود تطبيع العلاقات بين البلدين، وهو ما نفاه مصدر مطلع في دمشق، بحسب صحيفة الوطن.
وقال المحللون في هذا الشأن بانه يتضح من خلال هذه التحركات أن الاحتلال التركي يسعى لتحقيق أجنداتها وأطماعها على حساب الشعب السوري، سواء داخل تركيا أو في المناطق المحتلة من سوريا. استغلال الفصائل، ومحاولات التقارب مع حكومة دمشق، وحملات القمع الواسعة كلها تعكس سياسة عدوانية تهدف إلى تحقيق مصالح ضيقة على حساب معاناة الشعوب.