تنظيم داعش التي ارتكبت مجازر كبيرة بحق الشعوب واغتصبت وهاجمت النساء بكل وحشية وباعتها في أسواق الخناسة، تتمركز اليوم في المناطق المحتلة من قبل الاحتلال التركي وفصائله في عفرين، اعزاز، الباب، تل أبيض وسري كانيه ويتم تجهيزها وتمويلها من قبل الدولة التركية.
ومن هناك يتم توجيه عناصر داعش إلى إقليم كردستان العراق، الشرق الأوسط وإلى مختلف أنحاء أوربا وأفريقيا وآسيا، حيث تستخدم تركيا داعش والفصائل السورية من أجل مصالحها واحتلالها للمناطق الأخرى.
حيث كشفت وسائل اعلامية عن سجلات عناصر داعش الذين تم نقلهم إلى إقليم كردستان العراق للقتال ضد مقاتلي الكردستاني بالشراكة مع الدولة التركية والحزب الديمقراطي الكردستاني، في كشف يأتي بعد تقارير عن تدريب هؤلاء الدواعش في عفرين المحتلة بسوريا ونقلهم لاحقًا إلى مناطق مثل متينا وآميدية بمحافظة دهوك.
وقالت التقارير بان سجل أكثر من 800 عناصر من داعش تم تدريبهم في عفرين المحتلة لنقلهم إلى دهوك بزي الجيش التركي، ومعلومات موثقة عن 416 فصائل سورية تم تدريبهم من قبل الاستخبارات التركية، حيث استخدمت أنقرة هؤلاء الفصائل على مدار السنوات الأخيرة لصالح تركيا، في حين أن جزءًا من هؤلاء الفصائل وعناصر داعش لا يزالون يتلقون تدريبات في عفرين المحتلة، تركز في الغالب على استخدام الأسلحة الصغيرة والمتوسطة.
وبحسب المصادر فتح الاحتلال التركي الطريق لداعش لكي تتمركز في نواحي زاخو، دهوك وآمدية ليقاتلو مقاتلي الكردستاني في مناطق إقليم كردستان العراق، بهذا الشكل تحاول الدولة التركية ضم أراضي إقليم كردستان العراق واحتلالها، مثلما فعلت في سوريا.
وأشار المحللون بهذا الشأن إلى أن مسألة إرسال الاحتلال التركي لفصائله وعناصر داعش إلى داهوك أو اقليم كردستان العراق ليست أمرًا مستغربًا، فقد سبق وأرسل هؤلاء إلى مناطق تدخله مثلما حدث في سوريا وليبيا ومناطق أخرى، وهو يستخدم هؤلاء الفصائل ويستفيد منهم في إطار النهج الأيديولوجي الإخواني.
وتتواجد القوات التركية في عدة مناطق باقليم كردستان العراق وتمارس اعتداءات تطال الأبرياء، في احتلال واضح وصريح يأتي في ظل صمت واضح من قبل الحكومة العراقية واقليم كردستان العراق وتواطؤ مفضوح من قبل الحزب الديمقراطي الكردستاني بقيادة مسعود بارزاني.
قضية داعش وإقامة المعسكرات لهم قضية تتورط فيها كثير من الدول بما في ذلك دول عربية جلبت هؤلاء إلى الأراضي السورية وأقامت لهم المعسكرات وقد تم تدريبهم من قبل أنقرة وأشرفت عليهم، وهي التي تقوم بتصديرهم إلى مناطق أخرى لخدمة مصالحها وأجنداتها.
وأكدت التقارير الاعلامية الى أن تراجع شعبية النظام التركي يأتي إلى جانب الحالة الاقتصادية الصعبة التي تعيشها البلاد، ولهذا نلاحظ أنه يتصرف بعشوائية على الصعيد الخارجي فيتصالح مع هذا ويبتعد عن هذا، ورأينا كيف يتجه لمد اليد إلى حكومة دمشق في حين كان يرفض ذلك في السابق تمامًا، كما أنه متذبذب بين القوى الدولية مرة في أحضان روسيا ومرة في أحضان أمريكا.