يواصل الاحتلال التركي واستخباراته الخطط والممارسات التي ترتكز على دعم مشروعها الرامي لفرض واقع جديد على الاهالي في المناطق السورية المحتلة، خصوصا في عفرين سريه كانيه وكري سبي.
وفي سياق المخططات التي تتبعها، من أجل فرض سيطرتها على المنطقة وتغيير ديموغرافيتها وربط كل شيء في تلك المناطق المحتلة بتركيا، تعمل تركيا على تفعيل دور المخاتير “مختار”.
ويقوم هؤلاء المخاتير في مدينة سريه كانيه المحتلة بمهام مختلفة منها إصدار شهادات تعريف للأشخاص والعائلات وسندات الإقامة للعائلات التي يتم توطينها في المنطقة، إلى جانب تقديم معلومات عن ممتلكات سكان المنطقة الأصليين والأملاك التي تركها سكانها الأصليون عند تهجيرهم من المنطقة بفعل الهجمات التركية وممارسات الفصائل التابعة لها.
حيث اشارت الكثير من الوسائل الاعلامية على أن الاحتلال التركي عمد إلى إحياء نظام المخاتير وقامت بتعيين مخاتير من المستوطنين غالبيتهم من التركمان والعرب التابعين لها في مدينة سري كانيه المحتلة، إذ لا تكاد قرية وناحية تخلو من هؤلاء.
وكلفت تركيا هؤلاء المخاتير بمهمات أمنية حيث يعملون كرجال المخابرات لصالح تركيا، إذ يتلقون التعليمات من المخابرات التركية، ويقدمون تقارير دورية عن ما يجري في مناطقهم ويدلون بالمعلومات عن كل شخص كردي ما زال متمسكاً بهويته.
وقالت مصادر خاصة لروز بريس بأنه عقدت الاستخبارات التركية اجتماعا مع المخاتير في سريه كانيه المحتلة على رأسهم المختار صالح العابد.
حيث حضر الاجتماع الكثير من المخاتيرة منهم المختار سعدون صالح الحسن، محمد جميل سوادان، أحمد باشو إسماعيل، سليمان أحمد وضيحي، مصطفى أحمد محمد.
وفي هذا الاجتماع طلبت الاستخبارات التركية من المخاتير أن يجمعو معلومات عن الأشخاص الذين شاركوا في الاحتجاجات ضد الاحتلال التركي وفصائله، وأن يتجسسو لصالحهم في المنطقة.
كما أعطتهم إمكانية بناء علاقاتهم مع أهاليهم في مناطق الإدارة الذاتية من أجل وضع أنفسهم في مؤسسات الإدارة الذاتية، ليتمكنوا من جمع المعلومات وإحداث إرباك في المؤسسات عند الحاجة.
فإن جمع المعلومات يكون عبر دفع وإجبار من تبقّى في تلك المناطق، للتواصل مع أقارب لهم في مناطق الإدارة الذاتية لإقليم شمال وشرق سوريا، والحصول على المعلومات
تستخدم تركيا هؤلاء المخاتير من أجل نهب ممتلكات المهجرين قسراً، وإدارة الأمور عوضاً عن رجال الاستخبارات التركية، وذلك تحت مسمى تمكين المجتمع المحلي لإدارة نفسه، علماً أن هؤلاء المخاتير هم من التابعين لتركيا، ويلتقون مع رجال الاستخبارات التركية بشكل دوري وينفذون التعليمات الواردة إليهم.
لذى فإن التعليمات الأخيرة يأتي في إطار بأن الاستخبارات التركية تحاول خلق جهاز استخباراتي في المناطق المحتلة من خلال المخاتير وذلك بهدف السيطرة على الأشخاص المناهضة ضد الاحتلال التركي وفصائله، وتريد من المخاتير ادخال أهلها في مؤسسات الإدارة الذاتية.
أصدرت سابقا العديد من المصادر المحلية أسماء أهالي هؤلاء المخاتيرة في مناطق الادارة الذاتية، وبانهم يعملون لصالح الاستخبارات التركية واين يعيشون، وبان الإدارة الذاتية على دراية بتحركات هؤلاء العوائل واسمائهم ومخططاتهم، وتعمل جاهدا للحد من هذه التحركات وقطع الصلة بينها وبين المناطق المحتلة من قبل تركيا وفصائلها.
ولدى الادارة الذاتية علم بالاجتماعات التي تعقد في المناطق المحتلة ومخططات الاستخبارات التركية بشان مناطق الادارة الذاتية، وتتابع عن كثب هذه التحركات.
في هذا الشأن ذكرت تقارير إعلامية بان أردوغان قد استخدم سابقا المخاتير في تركيا الفعل لإنشاء جهاز استخباراتي لحكومته، وقد باتت هذه السياسة مكشوفة للجميع.