باع أردوغان الفصائل السورية في مناسبات عديدة منذ عام 2016، مما سمح لنظام الأسد بإعادة احتلال العديد من المناطق التي تسيطر عليها الفصائل التابعة للاحتلال التركي.
كانت سياسة أنقرة الأولية في الازمة السورية ظاهرياً لدعم الفصائل السورية، ومع ذلك، فتحت تركيا حدودها أمام المسلحين الأجانب الذين سافروا إلى سوريا عبر تركيا في عامي 2012 و 2013 مقوية الجماعات الارهابية، بما في ذلك داعش.
قام ظهور داعش بإزعاج المجتمع الدولي، وبالتالي قللوا من الدعم للفصائل التابعة لتركيا وحولوا التركيز إلى مساعدة القوات التي تقاتل تنظيم داعش، ثم أعادت تركيا تعديل سياستها في سوريا ودفعت الفصائل السورية ومعظمهم من العرب لمحاربة الكرد، هذا ما افادته التقارير الاعلامية.
وبحسب ذلك، بعد عام 2015، عندما توجهت تركيا إلى استراتيجيتها من خلال إنشاء مناطق عازلة في شمال سوريا المحتل، استخدمت تركيا الفصائل كقوات غير نظامية في عملياتها العسكرية، في عام 2016 و2018 وفي عام 2019.
أعيدت تسمية هذه الفصائل تحت اسم الجيش الوطني السوري. تزود تركيا هؤلاء بالتدريب والرواتب والأسلحة مقابل مشاركتها في العمليات العسكرية التركية. وفي المقابل كانوا يحصلون على دعم تركيا في تحصين والدفاع عن أجزاء من شمال سوريا.
وقال الوسائل الاعلامية بأن اردوغان استخدم الفصائل السورية في أماكن مثل ليبيا وناغورني كاراباخ كوقود حرب. لسوء الحظ، لم تدرك هذه الفصائل أنها لعبة في أيدي الأتراك و أنها مجرد مسألة وقت ستقوم أنقرة ببيعها أيضاً.
حيث اتبعت تركيا سياسة فرق تسد في سوريا وفقًا للمتطلبات، قاموا بدفع الفصائل السورية ضد بعضهم البعض لمصلحتها الخاصة.
اليوم تركيا منفتحة على حقبة جديدة من العلاقات مع حكومة دمشق فقط لخدمة مصالحها الاستراتيجية الكبرى. في غضون ذلك، يبدو أن الفصائل السورية مجرد عرض جانبي لتركيا.
إنطلاقاً من ذلك، ووفق المصادر أنقرة اليوم تبحث عن مصالحها، بعيداً عن العلاقات التي كانت لديها مع الفصائل السورية، سواء السياسية منها أو العسكرية، وهو ما يدفع أردوغان إلى تكرار الحديث بإيجابية عن العلاقة مع دمشق.
بذلك تتصاعد التوترات في المناطق التي تسيطر عليها الفصائل السورية بشأن التحركات التركية نحو التقارب مع سوريا. كان العنف الأخير ضد السوريين في تركيا بمثابة حافز أثار أعمال شغب انتقامية في المناطق التي تسيطر عليها الفصائل في شمال غربي سوريا. حيث خرج مئات المتظاهرين السوريين، بعضهم مسلحون، إلى الشوارع احتجاجاً. ومزق البعض الأعلام التركية وألقوا الحجارة واستهدفوا شاحنات تجارية تركية.
في الأيام الأخيرة، تفاقم الغضب وظهرت المشاعر المعادية لتركيا بوضوح في الشوارع. ويطالب العديد من الأشخاص في المناطق التي تسيطر عليها تركيا في شمال سوريا بانسحاب القوات التركية، مما أدى إلى تفاقم الوضع المضطرب بالفعل.
مما دفع تركيا إلى نشر قوات إضافية في المنطقة للحفاظ على سيطرتها.
يرى العديد من المحللين الآن أن أنقرة تخلت عن الفصائل السورية، حيث كانت تركيا أحد الداعمين الرئيسيين للفصائل منذ بدء الازمة ودعمت الإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد. لكن في الواقع، استغل الأتراك دائمًا الصراع السوري المجاور لخدمة مصالحهم الخاصة فحسب.