طـ.ـريق “M4”..نقـ.ـطة وصـ.ـل في بـ.ـازار التـ.ـفاهمات بين روسيا وتركيا وحكومة دمشق على المـ.ـلف السوري

يعد فتح طريق M4 أمراً مهماً لمختلف الأطراف، بما في ذلك إيران وروسيا وحكومة دمشق وتركيا، إذ تربط هذه الطريق الساحل بحلب أكبر المدن السورية، وبالمحافظات الواقعة شمال وشمال شرقي سوريا. وتربط هذه الطريق بين طريق دمشق – حلب M5 والطريق الساحلية، الرابطة بين مدن ومحافظات الساحل السوري الذي يمر بمحاذاة قاعدة حميميم العسكرية الروسية في ريف اللاذقية.
ويتصدّر طريق M4 المشهد مع أي تحرك لشخصيات في دول إقليمية أو قوات محلية فاعلة في الملف السوري، سواء عبر تصريحات أو زيارات أو تحركات على الأرض، أحدثها تسريبات عن تهيئة تركيا لفتح الطريق الذي تسيطر قوات حكومة دمشق على قسم منه، وتسيطر فصائل الموالية للاحتلال التركي على القسم الآخر.
منذ تسارع الحديث عن تقارب بين تركيا وحكومة دمشق، ارتبطت جميع الاتفاقيات والتصريحات والتفاهمات والتجاذبات بالحديث عن فتح طريق حلب- اللاذقية كأحد البنود الرئيسة لأي محاولة إعادة العلاقات بين الطرفين، رغم أنه بند أساسي في اتفاق بين موسكو وأنقرة لم يكن فتحه متعلقًا بأي تقارب.
بحسب المصادر، فتح الطريق هي قضية بين روسيا وتركيا وفق بنود اتفاق “موسكو” الموقّع في 5 من آذار 2020 بين الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، ونظيره التركي، رجب طيب أردوغان، والتي تنص على:
-وقف إطلاق النار على طول خط المواجهة بين حكومة دمشق والفصائل التابعة للاحتلال التركي.
-إقامة ممر أمني على بعد ستة كيلومترات شمالي  الطريق الدولي السريع الرئيس في إدلب (M4) وستة كيلومترات جنوبه، وهو الطريق الذي يربط المدن التي يسيطر عليها حكومة دمشق في حلب واللاذقية.
ـ نشر دوريات روسية- تركية مشتركة على طول طريق “M4”.
اشارت الوسائل الاعلامية بان روسيا تحاول فتح طريق حلب-اللاذقية، في مسعى منها لفكِّ العُزلة عن دمشق، وإخراجِها من نفق الأزمة الاقتصادية الخانقة التي تشهدها مناطق سيطرتها.
جديدُ المحاولات الروسية، عقدُ اجتماعات مع مخابرات الاحتلال التركي داخل قاعدة عسكرية تابعة لها في بلدة الترنبة بريف إدلب الشرقي، وبحسب المرصد السوري بحثوا خلالها الاستعدادات لفتح المعبر على الطريق الدولي M4 الرابط بين حلب واللاذقية، والذي يعد آخر عقدة طرق عامة تربط غرب سوريا بشرقها.
المرصد أشار ضمن التفاصيل، بدخول أربعِ سياراتٍ تابعةٍ للاحتلال إلى داخل مناطق قوات حكومة دمشق، وأجرت جولةً على طريق إم فور باتجاه ريف اللاذقية الشمالي، مشيراً إلى أن السيارات كانت تقل وفداً من الضباط الروس الذين قاموا بإجراء استطلاع للطريق الدولي.
التحركاتٌ جاءت بعد فتح معبر “أبو الزندين”بريف مدينة الباب في الثامن عشر من الشهر الجاري و الذي لا يزال مغلقاً، عقب احتجاجات شعبية على افتتاحه، واشتباكات بين محتجن والفصائل رافضين فتح المعبر من جهة ومجموعات من فصائل التركمان من مؤيدي فتحه، حيث دفعت فصائل الشرطة العسكرية المسؤولة عن المعبر تعزيزات تحسبا لتصاعد الاحتجاجات عند المعبر والطرق المؤدية إليه.
ويرى المحللون في هذا الشأن أن التركيز على طريق “M4” يكمن في أهميته بوصل الشمال، وخاصة مدينة حلب العاصمة الاقتصادية لسوريا بمواني الساحل، وبالتالي من المهم بالنسبة لحكومة دمشق أن يستعيد حركة التبادل التجاري، لكنه لا يمثّل خطوة أساسية في مسار التقارب بين حكومة دمشق وتركيا.
أن قضية فتح الطرقات مرتبطة بتفاهمات إقليمية ودولية وليست مرتبطة بشكل أساسي بمسألة التقارب بين تركيا وحكومة دمشق أو رفع مستوى التواصل بينهما، ومرتبطة بتفاهمات مؤتمر “سوتشي” ومسار محادثات “أستانة”.