الاحـ.ـتلال التركي يسـ.ـتغل الانقـ.ـسامات والتـ.ـوتر بين الفـ.ـصائل من أجل مـ.ـصالحها مع حكومة دمشق

جاء اجتماع تركيا مع فصائلها في توقيتٍ أُعيد فيه زخم التطبيع بين أنقرة ودمشق، والمرّة هذه كان بترحيب تركي في دور الوساطة الروسية، استجدّت فيها تصريحات وزير الخارجية الروسية، سيرغي لافروف، وحديثه عن اهتمام بلاده في تحقيق مصالحة وتقارب بين النظامين، السوري والتركي، سبقتها تصريحاتٌ لوزير الدفاع التركي، يشار غولر، مُحدّداً من خلالها شروط بلاده لتحقيق تقدّمٍ في مسار التطبيع مع حكومة دمشق، في مسائل مكافحة الإرهاب وملفّ اللاجئين وتقدّم في مسار العملية السياسية السورية.
ولا تُنسى تصريحات بشّار الأسد أمام أعضاء مجلس الشعب، وتخفيف نبرته السياسية تجاه أنقرة في التراجع عن شرط انسحاب القوات التركية من الشمال السوري. وبدلاً من الشروط، انتقل الأسد إلى العزف على تحديد مرجعيات المفاوضات ومبادئها، والمطالبة بتعهّدات ربّما شفهيةٍ أو مكتوبةٍ من الطرف التركي عن موضوع الانسحاب مستقبلاً.
واكدت التقارير الاعلامية بأنه جاء اللقاء التركي مع الفصائل السورية في وقتٍ يشهد فيه الشمال السوري المحتل حالةَ عدم يقينٍ ولا استقرار، وتفاعلات محلّية، وولادة أحزاب وكيانات سياسية، أهمّها “اعتصام الكرامة”، وعودةَ اصطفافات عسكرية وسياسية، وتراجعَ الأمن في مناطق الفصائل التابعة للاحتلال التركي، واستمرار المظاهرات في بعض قرى إدلب ضدّ الفصائل، وتعرّض الإعلامين السوريين في الشمال السورية لموجةٍ جديدةٍ من الاعتقالات، وتكميم الأفواه، وازدياد الفجوة بين الفصائل التابعة للاحتلال التركي.
حيث أبدى بعض الفصائل غضبهم تجاه ضغط تركيا لهم من أجل فتح المعابر أهمها معبر أبو الزندين.
أمام هذا كلّه جاء الاجتماع التركي بحسب المحللين لأسبابٍ ودوافعَ تركية قد تكون لترتيب مناطق الشمال المحتل وتصفية الفصائل المعارضة لتطبيع تركيا مع حكومة دمشق، ولكي تكون الفصائل ورقةً قويّةً بيد الاحتلال التركي أمام الاستحقاقات التي تسعى لانتزاعها من حكومة دمشق، وغلق الأبواب أمام الحلفاء والأعداء في أن يستثأثروا بورقة شمال سوريا المحتل.
لكن ما لم يكن في الحسبان أنّ الاجتماع المنعقد شابته انقساماتٌ حادّةٌ بين الحاضرين، وتحديداً بين رئيس الحكومة المؤقّتة، عبد الرحمن مصطفى، وقائد الجبهة الشامية أبو العز شراقب، ومعه قائد جيش الشرقية أبو حاتم شقرا، والقوّة المشتركة المتمثّلة بقائد فرقة السلطان سليمان شاه محمد الجاسم أبو عمشة، وقائد فرقة الحمزة سيف بولاد أبو بكر، بحسب المصادر.
وقد اختبر الشعب السوري مثل هذه المواقف والسياقات في كثير من المحطّات طيلة سنوات، الأمر الذي يستدعي أعباء وأوزاراً جديدةً عليهم، لا علاقة لهم بها، وستزيد من معاناتهم، وهذا ما سعى إليه الجانب التركي من هذا الاجتماع، أي تقليب الأمور بعضها على بعض بين الأخوة السوريين، وتحقيق تصفية نهائية في الشمال السوري المحتل بين من سيكون معها أو ضدّها في مسألة الاستحقاقات، والتطبيع مع حكومة دمشق.
كما اشارت المصادر الى احتمال التصعيد ووقوع موجة جديدة من الاقتتالات بين فصائل التابعة للاحتلال التركي، وتستغل تركيا هذه الخلافات والانقسامات للتشبّث في السلطة، ناسفاً بذلك تضحيات الشعب السوري كلّها، بل يعمل جاهداً في استغلالها، وتوظيفها في مصالحه الشخصية.