بعد عـ.ـجز أداة تركيا داعـ.ـش في احـ.ـتلال كوباني..تركيا مصـ.ـرة على تنفـ.ـيذ مخـ.ـططاتها الاحـ.ـتلالية في المنطقة

شهدت معركة كوباني صدى عالمياً في التعريف بالقضية الكردية، حيث خرج مئات الآلاف في عشرات الدول حول العالم دعماً لمقاومة كوباني، إلى جانب التحاق المئات لساحات القتال في المدينة حتى تحريرها في كانون الثاني عام 2015.
مدينة دخلت التاريخ من بابه العريض، سطرت اسمها بحروف ذهبية، لتنال وبكل جدارة لقب مدينة الصمود، ففيها كُتب السطر الأول في كتاب هزيمة تنظيم داعش، وفيها خُلدت مقاومة بطولية عُرفت باسمها، إنها كوباني، التي بقت عصية على تنظيم داعش، ولم تدخل في قائمة المدن المتشحة بالسواد يوما ما.
فيما عُدَّ الهجوم الذي بدأه داعش في الـ 15 من أيلول عام 2014، من 3 محاور باتجاه مدينة كوباني، من أكبر الهجمات التي شنّها داعش خلال السنوات التي نشطَ فيها في سوريا والعراق، بمشاركة الآلاف من الفصائل من مختلف أنحاء العالم.
حولت تركيا بوصلة داعش باتجاه مقاطعة كوباني في شمال وشرق سوريا، بعد أن أعلنت كوباني إلى جانب مقاطعتي الجزيرة وعفرين، الإدارة الذاتية في شمال وشرق سوريا، ما أثار سخط دولة الاحتلال التركي ودولٍ إقليمية أخرى.
المقاومة الملحمية التي سطرها مقاتلو ومقاتلات وحدات حماية الشعب والمرأة، دفعت منظمات وشخصيات دولية ومحلية لإطلاق حملة على مستوى العالم للتضامن مع مقاومة كوباني.
ولم تمر سوى 4 أعوام على تحرير مدينة كوباني، حتى أعلنت قوات سوريا الديمقراطية هزيمة داعش في البلاد عقب تدمير آخر معاقله في بلدة الباغوز بريف دير الزور شرقي سوريا على الحدود مع العراق، في آذار عام 2019، بعد عام ونصف من تحرير مدينة الرقة العاصمة المزعومة لداعش.
واشارت التقارير الاعلامية بأن تركيا لم تستطع قبول انهيار حليفها داعش أمام أنظارها على يد أبناء المنطقة، حيث شنّت عدواناً على مقاطعة عفرين في كانون الثاني 2018 بعد أشهر من تحرير قوات سوريا الديمقراطية مدينة الرقة من يد داعش، وهجّرت تركيا والفصائل التابعة لها مئات الآلاف من الشعب من ديارهم انتقاماً لداعش.
عاودت تركيا هجماتها، حيث أطلقت هجوماً وحشياً استهدفَ منطقتي سري كانيه/رأس العين، وكري سبي/ تل أبيض الحدوديتين، خريف عام 2019، بضوءٍ أخضر أمريكي بعد انسحاب الأخير من مناطق واسعة شمال شرق سوريا، الهجوم جاء بعد أشهر من هزيمة داعش في الباغوز.
لم تهدأ التهديدات والقصف التركي الذي طال المناطق الحدودية السورية بهدف إعطاء دفعات معنوية لداعش في حربه المصيرية في آخر جيب له، إذ وثقت عشرات الوكالات والمحطات وأظهرت الوثائق السرية علاقة الاستخبارات التركية وداعش المتينة في خطةٍ لاحتلال مناطق في سوريا والعراق والتي باءت بالفشل.
فيما يواصل داعش نشاطه في سوريا والعراق، ويعمل عن طريق خلاياه النائمة على زعزعة الأمن في المنطقة والاستفادة من التهديدات التركية التي تشجعه على ارتكاب المزيد من المجازر.
اليوم وفي الذكرى العاشرة لبداية هجوم داعش على مدينة كوباني، ما زالت المدينة في مرمى الخطر القادم من الشمال، الاحتلال التركي وبعد فشل مشروعه المتمثل بداعش، يحاول بين الفينة والأخرى إعادة التنظيم للحياة من جديد، فتارة يحتل مدناً في شمال وشرق سوريا ويجعلها مأوى للإرهابين، وتارة أخرى يستهدف مراكز احتجازهم بهدف تأمين هروبهم منها.
فكم من مرة هُددت المدينة بالاحتلال من قبل مسؤولي الاحتلال التركي، وكم من مرة تعرضت أحياؤها وقراها لاستهداف طيرانه المسير، وفي كل مرة، يزداد صمود أهاليها، مجددين العهد على حمايتها من شر الأعداء والغزاة.