بـ.ـناء المستـ.ـوطنات..مشـ.ـروع تركي بـ.ـدعم قطري لتغـ.ـيير ديمـ.ـغرافية الشمال السوري المـ.ـحتل

اللاجئون السوريون، الشمال السوري المحتل، التدخلات الإقليمية والحل السياسي في سوريا، مجموعة ملفات معقدة وشائكة ومترابطة ساهمت إلى حدٍّ كبير في تعقيد المشهد المتأزّم في سوريا، حتى باتت من أصعب المسائل التي يجري البحث عن حلٍّ لها، حلٍّ يبدو أنه صعب المنال أقله على المدى المنظور.
خطر الاحتلال التركي والتقسيم وبث الفتن بين مكونات الشعب السوري، هي أكبر المخاطر التي تهدد سوريا، خاصّة بعد أن كشفت بعض الدول الإقليمية علناً نواياها الحقيقية تجاه هذا الصراع، والحديث هنا بشكل خاص عن تركيا وحليفتها قطر، اللتين ساهمتا وَفق تقاريرَ حقوقية بتأجيج الازمة السورية لتحقيق أهدافٍ توسُّعية بدأت باحتلال مساحاتٍ شاسعة من الشمال السوري من قبل تركيا وبناء مستوطنات في المناطق المحتلة بدعمٍ من الدوحة.
سياسات التتريك التي عملت عليها تركيا في المناطق السورية المحتلة ترافقها عمليات و تحولات ديمغرافية واجتماعية كان الداعم الأكبر لها دولة قطر والتي دعمت مشاريع تبدو على السطح ذات طابع إنساني وتنموي ولكن تحمل في طياتها أجندات خبيثة ترتبط بالتلاعب بالهندسة الاجتماعية والتغيير الديمغرافي، وذلك عبر دعم جماعات الاخوان المسلمين التابعين لتركيا والتأثير في التوازن السكاني المحلي.
المشاريع القطرية الممولة في الشمال السوري المحتل تستهدف بشكل رئيسي، إعادة توطين الآلاف من المستوطنين و الفصائل في المناطق المحتلة التي كانت في السابق مأهولة بالكرد والعرب من السكان الأصليين.
وبناء مجمعات استطانية في الشمال السوري المحتل ، حيث يسهم هذا النوع من المشاريع في تعزيز التغيير الديمغرافي عبر إغراء النازحين بالعودة إلى هذه المناطق المحتلة على حساب السكان الأصليين.
وكذلك تغيير الطابع الثقافي والاجتماعي من خلال تعزيز التعليم باللغة التركية وتقديم المناهج التركية في المدارس، مما يساهم في تغيير الهوية الثقافية للسكان المحليين ويعزز من تبعيتهم الثقافية والاجتماعية لدولة الاحتلال.
وتشمل مخاطر وتداعيات المخططات التركية القطرية في الشمال السوري المحتل، طمس الهوية الوطنية السورية مما قد يؤدي إلى تلاشي الروابط السورية مع المناطق المحتلة على المدى الطويل.
وايضا تغيير الهوية الثقافية واللغوية للسكان ما سيولد توترات بين السكان المحليين، خاصة أولئك الذين يرفضون التبعية التركية ما يزيد من الانقسام الاجتماعي.
تكريس الاحتلال التركي مما يعقد جهود الحل السياسي المستقبلي لسوريا ويزيد من تعقيد الملف السوري على المستوى الدولي.
تقرير جديد لمركز توثيق الانتهاكات في سوريا يقول إن التغييرات الحاصلة في المناطق السورية المحتلة ليست بنتيجة الصراع العسكري والسياسي فقط بل يتعداها لكونها خطة ذات استراتيجية متعمدة تتم بدعم مالي خارجي تلعب فيها دولة صغيرة هي قطر دوراً تخريبياً كبيراً فيما يتعلق بتغيير ديمغرافية الأراضي السورية.
وبحسب المركز فإن قطر تنفذ مشاريع في المناطق المحتلة وخاصة عفرين تحت ستار العمل الإنساني، لكن على أرض الواقع يجري توطين عناصر الفصائل التابعة للاحتلال التركي في المنطقة، بالإضافة إلى المهجرين قسراً من تركيا.
والهدف من ذلك بحسب تقرير مركز توثيق الانتهاكات هو تقليل وجود الكرد وتأجيج النزاعات والصراعات العرقية، من خلال بناء مجمعات سكنية لتوطين نازحين وعناصر من غوطة دمشق ومناطق سورية أخرى بدلاً من الكرد، سكانها الأصليين.
كما تشارك قطر في تنفيذ الأوامر والمخططات التركية منظمات فلسطينية من عرب الداخل، وأخرى كويتية ومن جنسيات خليجية أخرى، فيما يطلق سكان المناطق السورية المحتلة نداءات استغاثة تطالب بتدخل دولي عاجل لإنهاء الاحتلال وإفشال المؤامرات الخارجية التي تحاك ضد الشعب السوري، وتوفير الظروف الملائمة للبدء بخطوات ملموسة على طريق الحل السياسي في سوريا.