قالت كارولين روز الباحثة الأميركية لـ”روز بريس”، الثلاثاء، إنه من المرجح أن يترجم تقليص الوجود الأميركي في العراق إلى انسحاب كامل بالولايات المتحدة، مما يدفع إلى تغيير في سياسة الولايات المتحدة والمطالبة بترتيبات مع قوات سوريا الديمقراطية “قسد” وتركيا.
وأعلنت كل من واشنطن وبغداد أنها اتفقتا على خطة لانسحاب قوات التحالف التي تقودها الولايات المتحدة من الأراضي العراقية تنتهي بحلول نهاية 2026.
ونقلت صحيفة “وول ستريت جورنال” عن مسؤول أميركي رفيع المستوى أن الاتفاق بين واشنطن وبغداد بشأن انسحاب قوات التحالف من العراق “جاهز”، لكنه لا يزال بحاجة إلى تسوية بعض التفاصيل مع دول التحالف.
وأوضح المسؤول أن الاتفاق ينص على السماح للتحالف باستخدام الأراضي العراقية لدعم عملياته في سوريا، حيث لا يزال يحافظ على نحو 900 جندي في سوريا لمحاربة تنظيم “داعش”.
وأعتقدت الباحثة الأميركية خلال تصريحها لـ”روز بريس”، أنه من الممكن جدًا أن يكون هناك تغيير في سياسة الولايات المتحدة تجاه سوريا، في أعقاب الانتخابات والانسحاب التدريجي المحتمل للولايات المتحدة من العراق.
وفي تصريح سابق قال رئيس الوزراء العراقي محمد الشياع، إنه على الرغم من تقديره لمساعدتها، إلا أن القوات الأميركية أصبحت عامل جذب لعدم الاستقرار، إذ يجري استهدافها على نحو متكرر وعادة ما ترد بهجمات دون تنسيق مع الحكومة العراقية.
وقال جون روسوماندو، الخبير في الشأن القومي بواشنطن، في تصريح سابق لـ”روز بريس”، إن السياسة الأميركية تجاه سوريا ستظل كما هي إذا أصبح ترامب رئيساً.
وذكر مسؤولون أمريكيون لـ”وول ستريت جورنال” أن الخطوط العريضة لخطة الانسحاب اكتملت لكن بعض التفاصيل النهائية لا تزال بحاجة إلى تسوية، خاصة مع أعضاء آخرين في التحالف الدولي. وقال المسؤولون إنه حتى بعد عام 2026، من المرجح أن تظل قوة أمريكية صغيرة بصفة استشارية للدعم اللوجستي للقوات الأمريكية المتمركزة في سوريا بموجب اتفاقية أمنية ثنائية جديدة مع العراق.
وكان مسؤول في البنتاغون قد أعلن، مطلع سبتمبر الحالي، أن الولايات المتحدة على علم بالتقارير التي ظهرت في وسائل الإعلام بشأن الخطط المحتملة لسحب القوات الأمريكية من العراق، لكن الولايات المتحدة “ليست مستعدة بعد للإعلان عن أي مواعيد محددة”.
وجاء تصريح المسؤول الأمريكي، بعد أن نشرت وكالة “رويترز”، تقريرا حول توصل الحكومة العراقية والتحالف الدولي الذي تقوده واشنطن ضد تنظيم “داعش” الإرهابي، إلى تفاهم بشأن خطة إنهاء عملياته، وأن الخطة تتضمن خروج مئات من قوات التحالف الدولي من العراق، بحلول أيلول سبتمبر 2025، أما البقية فسيتم انسحابهم في العام 2026.
وقال جون روسوماندو، الخبير في الشأن القومي بواشنطن، في تصريح سابق لروز برس، إن السياسة الأميركية تجاه سوريا ستظل كما هي إذا أصبح ترامب رئيساً.
وأكد لـ”روز بريس”، أن المهمة الأميركية ضد داعش ودعم قوات سوريا الديمقراطية ستظل كما هي بعد الانتخابات.
ومن المتوقع أن تبقى قوات أميركية وأخرى من قوات التحالف في أربيل بإقليم كردستان العراق لما يقرب من عام إضافي، حتى نهاية 2026 تقريبا، وذلك لترتيب العمليات الجارية ضد تنظيم “داعش” في سوريا.
ويتم الإبقاء على سرية التفاصيل المتعلقة بحركة القوات لحساسيتها العسكرية. وسيشكل انسحاب قوات التحالف تحولا ملحوظا في الموقف العسكري لواشنطن بالمنطقة.