جاءت الريح بما لا تشتهيه سفن الاحتلال التركي في الشمال السوري المحتل، حين رفعت ما تسمى الجبهة الشامية راية العصيان أمام حكومة الائتلاف السوري وجمدت علاقتها معها على أثر الضغط المتواصل لفتح معبر أبو الزندين مع حكومة دمشق.
حيث أردت تركيا من اجتماع غازي عنتاب تصوير فتح المعبر بأن الفصائل هي التي تحاول أن تفتحه، ولكن في حقيقة الأمر الفصائل والاهالي رافضة هذا الموضوع.
تطورات باتت تكشف للجميع نية الاحتلال التركي في تصفية الفصائل التي تعارض اوامره، فقط من اجل عودة العلاقات مع حكومة دمشق، وبذلك احتلال مناطق أخرى في سوريا.
وتشهد المناطق المحتلة من قبل تركيا وفصائلها استنفاراً عسكرياً من قبل كل من “الجبهة الشامية” والفصائل التابعة للاحتلال التركي، وإغلاق معبر الغزاوية، الذي يربط بين مناطق الفصائل في حلب و”هيئة تحرير الشام” (جبهة النصرة) في إدلب.
جاء هذا التوتر على خلفية قرار تركي صدر عما يسمى “وزارة الدفاع” في “الحكومة السورية المؤقتة” التابعة للاحتلال التركي، يقضي بحل فصيل “صقور الشمال” بالكامل، والذي يقوده المدعو حسن خيرية، وإجباره على تسليم كامل مواقعه وأسلحته وآلياته إلى الشرطة العسكرية التابعة للاحتلال التركي.
وبذلك التف فصيل “الجبهة الشامية” على القرار التركي، وقام بدمج فصيل “صقور الشمال” في صفوفه، الأمر الذي أزعج تركيا، التي وجهت برفع الجهوزية القتالية ضد الجبهة الشامية وكل من يعارض قراراته، معززاً بقوات من الجيش التركي في مدينة إعزاز.
وبحسب مصادر خاصة لروز بريس، هناك تحركات وحشود عسكرية في ريفي حلب وعفرين المحتلة من قبل فصائل التابعة للاحتلال التركي، وذلك بعد ما اعتدى فصائل أحرار الشام على حواجز الشرطة العسكرية التابعة للاحتلال التركي.
جميع الفصائل في المناطق المحتلة تخضع لاوامر الاحتلال التركي ومن يعارض ذلك يتم تصفيتهم من قبل الفصائل والاستخبارات التركية، الحدث القريب كان اعتداء فصائل الاحتلال التركي “العمشات” على تظاهرة في قرية كاخرة، تقدمتهم النساء بتاريخ (15 أيلول الجاري)، ما أسفر عن إصابة نحو 20 منهم.
وافادت المصادر إلى أن الاحتلال التركي أعطت التعليمات لفصائل السلطان مراد بمحاصرة ومهاجمة مقرات ونقاط الجبهة الشامية والأشخاص المعارضة لتطبيع تركية مع حكومة دمشق.
كما أنهم قامو بقطع الطريق الواصل بين إدلب وعفرين واعزاز، فيما تستعد الجبهة الشامية واحرار الشام وفصائل معارضة لقرارت تركيا لدخول عفرين المحتلة عبر بوابة دير بلوط والغزاوية.
وما زال التوتر يخيم على المنطقة وسط انتشار مكثف للأسلحة الثقيلة في شوارع مدينة إعزاز والمناطق المحيطة بها، في حين أكدت مصادر أن هيئة “تحرير الشام” دفعت بقوة كبيرة من جهة معبر الغزاوية للتدخل في حال تطورت الأحداث في مدينة إعزاز.
وبحسب الوسائل الاعلامية، تزداد حركة وحشود جيش الاحتلال التركي وحكومة دمشق على طول الحدود، خاصة في ريف منبج، بالإضافة إلى زيادة حركة طائرة الاستطلاع والمسيرة على مدينة القامشلي وديرك وعامودا وتربسبيه ودرباسية، خاصتا بعد استقدام الاحتلال التركي دبابات من مخفر قرية جرنكة المقابلة لمدينة عامودا إلى البوابة الحدودية المقابلة لمدينة القامشلي.
أن مصير هذه الفصائل سواء السياسية أو العسكرية بات في مهب الريح وأن أردوغان تخلى عنهم لأجل مصلحته هو ومصلحة بلاده، وبالتالي يدور حالياً الصراع بين الفصائل التي مازالت تدور في فلك السياسة التركية وتأتمر بأمرها ولا مشكلة لديها من تنفيذ الأجندة التركية مع الفصائل التي تستشعر أنها وقعت في فخ أردوغان أو أنها صارت سلعة رخيصة يساوم عليها أردوغان في بازار تطبيع علاقته مع الأسد.