تنذر التطورات الأخيرة اسرائيل و حزب الله في لبنان بحرب شاملة في حال قررت إسرائيل الرد خاصةً بعد تهديدها الأخيرة بانها سوف تضرب بقوة الشرق الأوسط الامر الذي قد يكون بداية جدية لرسم معالم شرق أوسط جديد الملف الذي يتخوف منه ايران و عدد من الدول التي تعتبر نفسها عدو لإسرائيل، حرب سوف تدلي بظلالها على كل المنطقة لا سيما الدول التي تشهد صراعات أهلية ودولية كـ سورية واليمن وغيرها من الدول خاصةً مع انتشار القوات إيرانية في هذه الدول.
إن العملية الخاصة الأخيرة التي نفذتها إسرائيل في منطقة مصياف وسط سوريا كانت بمثابة “الطلقة الأولى” لحملتها الجديدة ضد حزب الله، والقائمة حتى الآن.
وسطَ مخاوفَ متصاعدة من أن تفضي الحرب بين إسرائيل وحزب الله في لبنان إلى جحيم إقليمي، يقيم مراقبون مدى تأثير اللاعبين الإقليميين على الملف السوري واحتمالية فتح جبهة أخرى في سوريا تُقضَم من خلالها أراضٍ جديدة، على اعتبار أن حزب الله حوَّل الأخيرةَ إلى خزان أسلحة ومعدات له.
وبافتراض أن موقعَ سوريا الجغرافي في الشرق الأوسط وأهميته في المنطقة والتداخل الدولي في البلاد بعد اندلاع الأزمة عام 2011، وتدخل دول إقليمية في الشؤون السورية وغياب الحل السياسي على مر أكثر من عقد من الزمن في البلاد لا بد أن يكون له تأثيراتٌ ليست بقليلة من هذه الحرب الدائرة بين تل أبيب وحزب الله.
فيما يحاول رأس النظام بشار الأسد، الموازنة بين داعمتيه الرئيسيتين إيران التي هي عدو لإسرائيل، والتي سارعت مجموعات موالية لها إلى مساندة حركة حماس، وبين روسيا. حيث تؤكد المصادر أن روسيا وبعض الدول الإقليمية التي فتحت علاقات مع حكومة دمشق منذ عام 2018، نصحت سوريا بتجنب التموضع وحثتها على البقاء بمنأى عن النزاع الدائر بين المحور وإسرائيل. هذا، وهناك تأكيدات من مصادر غربية أن حكومة دمشق تلقى تهديدًا واضحًا من إسرائيل، مفاده أن أي تدخل في هذه الحرب سيتم تدمير النظام.
سوريا وبعد أكثر من ثلاثة عشر عاماً من الأزمة التي مزقت البلاد إلى أشلاء تعود اليوم لتكونَ أمام مفترق طرق، في مرحلة تُعَدُّ من أهم المراحل بالنسبة إلى السوريين والمنطقة بشكل عام، وما ستحمله من تأثيرات على الملف الأمني والسياسي وسط احتمالات ليست ببعيدة لاجتياح إسرائيل للأراضي السورية بحجة تأمين حدودها.
جميعُ هذه المآسي التي يعيشها اللبنانيون والسوريون الهاربون من أتون الحرب المستعرة في لبنان، حملتها الإدارة الذاتية لإقليم شمال وشرق سوريا، عبر تشكيل لجنة لمتابعة شؤون النازحين إلى المنطقة مؤكدةً استعدادَها لتأمين جميع احتياجاتهم.
ويرى مراقبون أنه في حال دخلت سوريا أو الفصائل التابعة لإيران الموجودة في البلاد بنزاع مباشر مع إسرائيل، فإن محافظة دير الزور شرقي سوريا، ستكون الهدف الأول لإسرائيل، مرجحين أن تستهدف اسرائيل المواقع الإيرانية إلى جانب مناطق تسيطر عليها عناصر تابعة لحزب الله في دير الزور وحمص، إضافةً إلى أن القواعد الأمريكية في شرق سوريا ستكون هدفاً رئيساً لتلك الفصائل.