يمر عام جديد على احتلال مدينتي سري كانيه وتل أبيض/كري سبي، التي كانت منذ أعوام طويلة من ضمن مطامع دولة الاحتلال التركي في سوريا، لكن هذه الأطماع دائماً ما كانت تواجه بمقاومة شعبية، إلا أن المصالح الإقليمية والدولية أدت في النهاية لصفقة على حساب الشعب السوري، كحلقة ضمن سلسلة من التوافقات التي استخدمتها تركيا لتوسيع احتلالها للأرضي السورية.
في صفقة جديدة استهدفت شعوب شمال وشرق سوريا ومشروعهم الإدارة الذاتية الديمقراطية، تعرضت مدينتا سري كانيه، وتل أبيض/كري سبي، لهجوم من قبل دولة الاحتلال التركي وفصائلها السوريين والأجانب، بشكل متزامن يوم الـ 9 من تشرين الأول عام 2019، واحتلوهما.
الاحتلال، جاء إثر صفقة سياسية جديدة بين ثلاثي الصفقات ضمن مسار أستانا (روسيا – تركيا – إيران)، لتدخل محطة جديدة ضمن سلسلة من التوافقات التي استخدمتها تركيا لتوسيع احتلالها للأراضي السورية بدءاً من عفرين إلى تل أبيض/ كري سبي وسري كانيه.
وعلى مدار 5 سنوات من الاحتلال، واصلت تركيا وفصائلها ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية بحق أهالي المدينتين وقراهما المحتلة، ومن تبقى فيهما فيما بعد، مستفيدةً من الصمت الدولي حيال جرائمها والخلافات الموجودة بين الأطراف المتحاربة في المنطقة أحياناً، وأحياناً عبر عقد صفقات دنيئة مع قوى متدخلة في الشأن السوري.
في مدينة سري كانيه المحتلة، تسببت هجمات الاحتلال التركي، بتهجير نحو 200 ألف نسمة من أبناء المدينة وريفها، الذين توجه أكثر من 31 ألف منهم إلى مخيمي سري كانيه وواشوكاني في الحسكة، فيما توزع البقية في عموم مدن وبلدات مقاطعة الجزيرة، من تل تمر وصولاً إلى ديرك.
وبدلاً من أهلها، وطّن الاحتلال أكثر من 300 آلاف عائلة من عوائل فصائلها في المدينة، كما وطّن الاحتلال 75 عائلة من عائلات تنظيم داعش في المدينة، وجرى توطين غالبيتهم في حي زور آفا.
جرائم الاحتلال وفصائله لم تتوقف على ذلك فحسب، بل تحولت المدينة التي كانت آمنة، إلى مدينة تعمّها الفوضى وانعدام الأمن وتكثر فيها حالات الاعتداء الجنسي والاختفاء والاختطاف.
وفي مدينة تل أبيض/كري سبي، الوضع مشابه تماماً لما هو عليه في سري كانيه من حيث الجرائم المرتكبة، حيث هجّر الاحتلال وفصائله أكثر من 100 ألف نسمة من الكرد والعرب من هذه المدينة وقراها، وتوجه نحو 7 آلاف منهم إلى مخيم كري سبي في ريف عين عيسى، أما البقية، فقد توجهوا إلى مدن الرقة والطبقة وعين عيسى.
كما وطّن الاحتلال التركي 1849 عائلة من عائلات فصائله ومن مناطق سورية أخرى في منازل المدنيين المُهجرين التي تم الاستيلاء عليها وتعفشيها.
ومنذ بدء هجمات الاحتلال التركي وحتى الآن، رصد مركز توثيق الانتهاكات، استشهاد 75 شخصاً منهم 3 نساء، فيما تجاوز عدد المصابين 2019 شخصاً منهم 17 مصاباً بإعاقة دائمة، كما أُعدِم 8 أشخاص ميدانيا.
ما تعيشه مدينتا سري كانيه، وتل أبيض/كري سبي، مشابه تماماً لما تعيشه مدن عفرين وجرابلس وإعزاز والباب وبقية المدن السورية المحتلة. فالجرائم تتنوع وتتعدد والمجرم المذنب واحد.
الوسومmanset
شاهد أيضاً
للحـ.ـفاظ على نفـ.ـوذها وسـ.ـيطرتها..تركيا تنـ.ـقل قيـ.ـادات خطـ.ـيرة من داعـ.ـش إلى بـ.ـوابة كري سبي الحـ.ـدودية
حظي تنظيم داعش بدعم لا محدود من دولة الاحتلال التركي وبعضاً من دولٍ عربيّة منذ …