“عزيزي السيد ترمب
نحن نكتب إليك لتوخي الحذر في مسألة سحب القوات الأمريكية من سوريا، وأن تطلب شرحاً من الوزير ماتيس ومستشار الأمن القومي بولتون حول تفاصيل هذا القرار بالسرعة الممكنة. وبينما نحن نشارككم بصدق الاعتقاد بأن أمريكا لا يجب أن تكون شرطي العالم(أو أن لا تنخرط في صراعات لا نهاية لها ومفتوحة بأهداف ليست محددة بشكل واضح)، نحن قلقون من أن يلحق قرار الانسحاب ضرراً كبيراً بالمصالح الأمريكية بالمنطقة.
نحن قلقون بشكل خاص على العواقب المدمرة لهذا الانسحاب على حلفائنا-خاصة حلفائنا الأكراد. إن قوات سوريا الديمقراطية قاتلت جنباً إلى جنب مع الجيش الأمريكي ضد الدولة الإسلامية، عندما لم يكن هناك أحد في المنطقة راغباً أو قادراً على القيام بذلك. أن نتخلى عنهم في هذا الظرف الحساس، بعد أن ضحوا بدمائهم لهزيمة عدونا المشترك، سيعيق من قدرتنا على ضمان حلفاء في المستقبل، وسيعرض للخطر أيضاً المكاسب الهامة التي حققناها ضد داعش.
نحن أيضاً قلقون بشأن طموحات إيران وتركيا وروسيا التي تزعزع الاستقرار في سوريا. ويبدو من الواضح أن الرئيس أردوغان يحضر لاحتلال شمال سوريا وهو يرغب في سحق حلفائنا الأكراد خلال هذه العملية.
ستستمر إيران في استخدام جنوب سوريا كممر يربط بين طهران وقوات حزب الله، وروسيا تبقى مقتنعة بالاشتراك في أية أنشطة جيوسياسية من شأنها إلحاق الضرر بالمصالح الأمريكية.
وإذا انسحبت أمريكا بسرعة كبيرة فإنها ستخلق فراغ في الشرق الأوسط، وبلا شك سيؤدي هذا الفراغ إلى فوضى أكبر وصراع في المنطقة، وهذا من شأنه أن ينعش الجهات الفاعلة من غير الدول كداعش والقاعدة.
باختصار، نحن قلقون بشأن توقيت انسحاب القوات الأمريكية، ونسعى للمشاركة بشكل فعال مع إدارتكم حول هذا القرار الهام.
نحن نتطلع إلى ردكم”.