منذ مطلع عام 2024، عمد جيش الاحتلال التركي إلى قصف مناطق شمال شرق سوريا 345 مرة على الأقل ما أسفر عن استشهاد مدنيين منهم اطفال وإصابة آخرين، فضلاً عن تدمير متعمد لعشرات المرافق الحيوية، والمراكز الصحية، ومحطات تحويل الكهرباء، وحقول النفط والغاز، حارمةً سكان المنطقة من الكهرباء والمياه والغاز لأشهر.
وبعد الهجوم على شركة توساش في أنقرة، شن الاحتلال التركي مرة أخرى منذ مساء الاربعاء، هجمات على مناطق شمال وشرق سوريا، وخلفت ضحايا مدنيون، أضرار مادية كبيرة في المناطق السكنية والبنى التحتية والمنشآت الخدمية .. هذا ما خلفته هجمات الاحتلال التركي المتواصلة على مناطق إقليم شمال وشرق سوريا لليوم الثالث على التوالي.
وتعمد الاحتلال التركي الاعتماد على طريقة الضربات الجوية المزدوجة والمتتالية، عبر قيامها بتكرار استهداف نفس الموقع أكثر من مرة، لإحداث دمار إضافي بجانب استهداف مدنيين حاولوا إسعاف الضحايا.
وأوضح المحللون، أن تركيا تريد الوصول لعدد من الأهداف منها تدمير البنية التحتية للإدارة الذاتية، حيث تستهدف العمليات العسكرية إلى تدمير القدرات العسكرية واللوجستية للإدارة الذاتية، مما يضعفها على المدى الطويل، و تسعى تركيا إلى إعادة توطين اللاجئين السوريين في المناطق التي تسيطر عليها، مما يساهم في تغيير التركيبة السكانية في المنطقة، ومن خلال تقديم نفسها كلاعب رئيسي على الساحة السورية، تحاول تركيا تعزيز موقفها في الساحة الدولية.
تواجه الهجمات التركية على شمال شرق سوريا بصمت دولي من واشنطن وموسكو، وهي الدول الضامنة في تفاهمات عام 2019، رغم وجود قوات التحالف الدولي في مناطق شمال وشرق سوريا لملاحقة فلول تنظيم داعش.
في حين إن الدول الضامنة من المفترض أن تتحلى بمزيد من الالتزام إزاء التفاهمات التي حصلت بينهما وتركيا ٢٠١٩، كما إن قوات سورية الديمقراطية ملتزمة بالاتفاقات السابقة.
وقال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان، رامي عبد الرحمن، بأن استهداف المدنيين من قبل تركيا هو يعتبر احتلال للأراضي السورية، وهدفها من استهداف البنية التحتية، حرمان المدنيين من الخدمات الاساسية وتهجير سكان المنطقة والكرد من تلك المنطقة كما حصل في عفرين المحتلة.
واضاف ايضا، بان اليوم أردوغان يتباكى على غزة ولبنان وهو الآن يهاجم ويقصف المنطقة والمدنيين والبنية التحتية في شمال شرق سوريا بالآلاف هجروا من عفرين بسبب هجمات الاحتلال التركي، فأردوغان هو آخر شخص يتحدث عن الإنسانية وهو يفعل أكثر مما تفعله إسرائيل في تلك المنطقة، فالجواسيس والعملاء الذين يعملون لصالح إسرائيل ليس الكرد بل هؤلاء الفصائل الـتابعة للاحتلال التركي، لتشرعن لإسرائيل احتلال المزيد من الأراضي السورية.
واشار رامي عبد الرحمن الى ان لو كانت أمريكا تريد كانت قد أوقفت الهجمات على المنطقة فهذه الهجمات تريد أن تحدث فتنة بين العرب والكرد، حين يتم قصف إدلب فهم يطلقون تصريحات على عكس مناطق شمال سوريا، فليس اللوم على المجتمع الدولي بل تلك المنظمات التي تدعي حقوق الإنسان، وتقدم تقارير غير صحيحة للمنظمات الإنسانية وتغير حقائق وانتهاكات الفصائل، أردوغان ينافق فهو يقول أنه يريد السلام في المنطقة ولكن الحقيقة هو يريد الـحرب.
فيما رجح بعض المحللون، بان عدم ممارسة الضغط الكاف على تركيا يعني بأن المنطقة برمتها تزداد خطورة فوق كل ما يحدث بالاساس، وان سوريا من سيادة ومكونات ومقدرات تصبح في عين العاصفة والحل السياسي سوف يتم اقصاءه.