التايمز البريطانية: دمشق توافق على حكم ذاتي للكورد مقابل تسليم بعض المواقع

قالت صحيفة التايمز البريطانية إن حواراً بدأ بالفعل بين الكورد السوريين ودمشق وإنهما “اتفقا” على نشر قوات الحكومة السورية على الحدود مقابل حصول الكورد على حكم ذاتي في شمال البلاد.

ولطالما رفضت دمشق فكرة نظام الحكم الذاتي للكورد، وقالت مراراً إنها عازمة على استعادة “كل شبر” في البلد الذي مزقته الحرب منذ سبع سنوات.

واستندت صحيفة التايمز الى هذه النتيجة بواسطة تقرير اعده مراسلان لها في موسكو بعنوان “صِدام روسي تركي حول مصير الكورد” في سوريا.

وبحسب التقرير الذي اعده كل من ريتشارد سبنسر ومارك بينيتس فإن الصِدام يبدو انه قد أصبح أمرا واقعا بعدما رفض الرئيس الروسي فلاديمير بوتين فكرة إنشاء منطقة آمنة شمال سوريا بهدف الحفاظ على الحدود الجنوبية التركية وإبعاد مقاتلي وحدات الشعب الكوردية.

ويشير تقرير التايمز الى أن الرفض الروسي جاء خلال الزيارة التي قام بها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لموسكو ودعم خلالها فكرة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إنشاء المنطقة الآمنة بإشراف تركي، مضيفة أن الخلاف انعكس على تصريحات أردوغان وبوتين بعد لقائهما في موسكو.

وذكر التقرير أنه بعد الاجتماع بين أردوغان وبوتين خرج الرئيس التركي في المؤتمر الصحفي المشترك ليؤكد عزم بلاده “تطهير شمال سوريا ليس فقط من مقاتلي تنظيم (داعش) ولكن أيضا من مقاتلي تنظيم وحدات حماية الشعب الكوردية” مشيرة إلى أن بوتين من جانبه طالب بحوار مشترك بين تركيا الكورد ودمشق.

وتقول التايمز إن الحوار بدأ بالفعل بين الكورد ودمشق بمجرد إعلان ترامب عزمه سحب القوات الأمريكية من سوريا حيث “اتفق الطرفان على أن تسلم القوات الكوردية مواقعها القريبة من الحدود التركية للقوات السورية مقابل حصول الكورد على نظام حكم ذاتي في شمال البلاد”.

وتضيف الصحيفة إنه من الواضح أنه بعد عامين من محاولات التقارب في الرؤى بين تركيا وروسيا حول الملف السوري، يظل الخلاف طاغيا خاصة في ظل دعم موسكو للرئيس السوري وحقه في استعادة السيادة على المناطق الكوردية في شمال البلاد.

وتلفت الصحيفة الى ان ذلك يأتي طبقا لاتفاق التفاهم المتبادل الموقع بين سوريا وتركيا عام 1998 فيما يتعلق بحزب العمال الكوردستاني.

وتعتبر انقرة مقاتلي وحدات حماية الشعب الكوردية السورية جزءاً من حزب العمال الكوردستاني الذي يخوض صراعاً مسلحاً مع الجيش التركي على مدى عقود.