الولايات المتحدة الامريكية : انطلاقاً من نموذج الادارة الذاتية سنبني سوريا ديمقراطية


بعد اجلاء المدنيين واستسلام المئات من المتطرفين انتهى الفصل الاخير من تنظيم الدولة الإسلامية بنجاح بعد تحرير الباغوز , وذلك بمشاركة التحالف الدولي ضد داعش , التكتيكات المشتركة التي اتخذتها قوات سوريا الديمقراطية وقوات التحالف اثناء عملية التحرير ادت الى تجنب الخسائر بين المدنيين

ليس هناك شك في أن الحاق الهزيمة بتنظيم داعش الارهابي  كان نتيجة لجهود وتضحيات كبيرة من جانب قوات سوريا الديمقراطية والتحالف. إن التنسيق الرفيع المستوى بين الطرفين وعلاقاتهما القوية سيؤدي في النهاية الى انهاء التنظيم الارهابي الذي بات كابوساً انتشر في العالم وحول الشرق الاوسط الى مركز الارهاب  .

في حين ان قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بترك بعض القوات الأمريكية هو امر له اهمية استراتيجية للمرحلة الثانية في محاربة التنظيم من الناحية الفكرية والأيديولوجية والتي تتطلب عملاً متواصلاً طويل الأمد.

وترى القيادة السياسية والعسكرية الأمريكية بالإضافة الى غالبية أعضاء الكونغرس الأمريكي بان تهديد داعش سيبقى طويلاً , وان اعادة صياغة الاستراتيجية الامريكية في سوريا ستساعد قوات سوريا الديمقراطية في المرحلة الثانية من الحرب على التنظيم , كما سيتم الحفاظ على المكاسب الحالية التي تحققت

وتجدر الاشارة الى انه وبالرغم من هزيمة التنظيم عسكرياً الا ان بعض التحديات الرئيسية تبقى في الواجهة وهي : الخلايا النائمة التي زرعتها المنظمة الإرهابية ، والخطر في قدرة داعش على إعادة تنظيم نفسه باستخدام تكتيكات الذئاب المنفردة , والاعمال الهادفة الى زعزعة الاستقرار والامن كالتفجيرات والاغتيالات

بالإضافة إلى ذلك فأن الانسحاب الجزئي للقوات الامريكية سيؤدي تدخل بعد الاطراف الاقليمية والدولية لاستغلال هذا الفراغ

وبالنسبة للمناطق التي حررت حديثاً فهي بحاجة الى اعادة التنظيم من كافة النواحي كونها تحولت الى انقاض وهذا يتطلب دعم واعادة تأهيل حتى يتمكن اهالي تلك المناطق  من العودة إلى حياتهم الطبيعية.

واستناداً الى قرارات الامم المتحدة فأن التعاون الدائم بين قوات سوريا الديمقراطية والتحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية سوف يسهم في انهاء الازمة وسيحقق الهدف النهائي في انشاء سوريا ديمقراطية خالية من التطرف والارهاب بكافة اشكاله