لماذا لا يفتح قياديو ENKS مكاتبهم؟

لتوحيد الصف الكردي في روج آفا وشمال وشرق سوريا عقدت الهيئة الإدارية للمؤتمر الوطني الكردستاني KNK – روج آفا اجتماعاً في 1 كانون الثاني، تمخض عنه تشكيل لجنة للتواصل مع كافة الأحزاب الكردية في روج آفا دون استثناء، خلال الاجتماع اقترح الحضور وكخطوة أولية التواصل مع الإدارة الذاتية الديمقراطية في مقاطعة الجزيرة لفتح مكاتب الأحزاب التي لا تحمل رُخصة بموجب القوانين النافذة في المقاطعة، بالإضافة للإفراج عن المعتقلين السياسيين إن وُجِدوا في سجون الإدارة؛ لأن بعض الأحزاب في المنطقة كانت تحتج على استمرار هاتين النقطتين بدون حل.

اجتمعت لجنة المؤتمر الوطني الكردستاني مع الإدارة الذاتية الديمقراطية واتفقوا على عدّة نقاط، منها السماح بافتتاح مكاتب الأحزاب غير المرخصة، والإفراج عن المعتقلين السياسيين إن وُجدوا في سجون الإدارة. وكُشف عن ذلك خلال مؤتمر صحفي عُقد في 4 كانون الثاني 2019.

مطالبهم نُفّذت ولكن لم يفتحوا مكاتبهم

بعد قرار الإدارة الذاتية الديمقراطية والسماح بافتتاح مكاتب الأحزاب غير المرخصة، باشرت لجنة المؤتمر الوطني الكردستاني KNK بالتواصل مع الأحزاب والتنظيمات السياسية من أجل توحيد الصف الكردي ورؤيته السياسية. إلا أن بعض الأحزاب (أحزاب المجلس الوطني الكردي) لم تفتتح مكاتبها، بالإضافة للتهرب من اللقاءات المباشرة مع لجنة المؤتمر.

دريا رمضان عضوة لجنة المؤتمر الوطني الكردستاني للتواصل مع الأحزاب السياسية، أوضحت بأنهم قاموا بالواجب المُلقى على عاتقهم، وناقشوا مع الإدارة الذاتية الديمقراطية التي لبّت نداءهم بفتح مكاتب الأحزاب غير المرخصة ضمن المنطقة، إلا أن تلك الأحزاب لم تفتح مكاتبها حتى الآن، وتهربت ولم تبدِ أي نية حول اهداف المؤتمر الوطني الكردستاني لتوحيد الصف الكردي.

ليس لدينا ما نقوله!

ولمعرفة أسباب عدم افتتاح مكاتب أحزاب المجلس الوطني الكردي ENKS ، حاولنا التواصل مع إحدى قيادات المجلس وعضو المكتب السياسي لحزب الوحدة الديمقراطي الكردي في سوريا – يكيتي فصلة يوسف إلا أنها امتنعت عن الإدلاء بأي تصريح لوكالتنا بهذا الخصوص، وقالت: “ليس لدينا ما نقوله بهذا الصدد، ونحن بانتظار نتائج لقاء فرنسا”. إلا أنها لم تفصح ايضاً عن ماهية اللقاء وهل التقوا مع الحكومة الفرنسية أم لا.

مصدر مطلع أوضح أن بعض قيادات المجلس الوطني الكردي ENKS في الخارج التقوا مع مسعود البرزاني الرئيس السابق لإقليم كردستان ورئيس الحزب الديمقراطي الكردستاني- العراق بعد مبادرة المؤتمر الوطني الكردستاني KNK وسماح الإدارة الذاتية الديمقراطية للأحزاب غير المرخصة بفتح مكاتبها، وقال: “البرزاني أخبرهم بعدم افتتاح مكاتبهم حتى إشعار آخر”.

قيادة ENKS في الخارج يتواصلون مع أعداء القضية الكردية

يوضح صالح كدو سكرتير حزب اليسار الديمقراطي الكردي في سوريا في هذا السياق، بأن معظم قيادات المجلس الوطني الكردي ENKS وعوائلهم خارج الوطن، وهناك تناقض في رؤى قيادات المجلس الوطني في الخارج وفي الداخل، وجاء بمثال: “مثلاً أعضاء حزب يكيتي (حزب الوحدة الديمقراطي الكردي في سوريا – يكيتي) في الداخل يمكننا التواصل معهم والنقاش بصدد القضية الكردية، ولكن لا نستطيع التواصل مع قيادته في الخارج لأنهم يتواصلون بشكل مباشر مع أعداء الشعب الكردي وقضيته، يتواصلون مع الذين يرفضون وجود أي كيان كردي حتى ولو كان في جنوب أفريقية”.

وأشار سكرتير حزب اليسار الديمقراطي الكردي في سوريا إلى أن قيادات المجلس الوطني الذين خرجوا من المنطقة يركضون خلف مصالحهم الشخصية، وجمع الأموال، وارتموا في حضن الائتلاف السوري، وقال: “الشارع السوري فقد الثقة بهؤلاء”.

ويؤكد تصريح صالح كدو البيان الذي أصدره عدداً من أعضاء اللجنة السياسية والتنظيمية لحزب الوحدة الديمقراطي الكردي في سوريا- يكيتي في الداخل بتاريخ 7 أيار، حيث وضّح البيان: “امتناع القيادة المتنفذة العمل ببعض القرارات التي اتُخذت بالمؤتمر الثامن كالموقف من الاحتلال التركي لعفرين الكردستانية وتجاهل ما يجري في عفرين بمنهجية من قبل المحتل التركي من توطين وتغيير ديمغرافي وانتهاكات، وحصر مسؤوليتها بالفصائل المرتزقة فقط (للعلم كلمة الاحتلال التركي لم تُذكر في تصريحاتهم وبياناتهم وبلاغات اجتماعاتهم بعد المؤتمر)، والتفرد بإجراء الكونفرانسات الحزبية رغم التوصل الى اتفاقات حول آلية وكيفية عقدها، إلا أنهم اتبعوا الأساليب السابقة كالتجاهل والمواربة في المواقف والتنصل من الوعود”.

الانفراد بالقرار والاستهتار بالحزب نفسه


ويؤكّد البيان أيضاً: “تمكنت ثلة من المتنفذين من الاستيلاء على كل المفاصل السيادية التي من خلالها يتم مناقشة وتحديد مصير الكرد في المحافل الدولية على مدى الست سنوات، ولا زالوا في مواقعهم غير آبهين ببرنامج الحزب السياسي وأهدافه، ولم تعد مواقفهم وتبريراتهم بخافية على أحد. كما سلك سكرتير الحزب السابق (إبراهيم برو) بمنهجية حالة التفرد والاستهتار بمنطق القيادة الجماعية والمؤسساتية في الحزب”.

ويكشف البيان بعض ما قام به سكرتير حزب يكيتي السابق: “ففي أول اجتماع له في المجلس الوطني الكردي قام بترشيح نفسه للجنة العلاقات الخارجية دون العودة إلى أو استشارة القيادة ليستمر مسلسل الاستحواذ على مفاصل القرار السياسي بما فيها إشغال منصب هيئة المفاوضات ولجنة العلاقات الخارجية ورئاسة المجلس الوطني الكردي، متجاهلاً كل محاولات المساءلة له داخل الحزب عقب وثيقة لندن سيئة الصيت وورقة اللاورقة مررواً بجميع اجتماعات جنيف ومؤتمري الرياض، وصولاً لآخر مسودة (مشروع الدستور) الذي قُدّم من قبل المعارضة ومن ضمنها الائتلاف لهيئة المفاوضات، والتي حصرت القضية الكردية في إطار حقوق المواطنة”.

ويرى مراقبو المشهد الكردي في روج آفا إلى أن المجلس الوطني الكردي لا يود مزاولة العمل السياسي ضمن روج آفا، وقراراته ليست بيده.