أوضح آلدار خليل إلى أن حكومة إقليم كردستان تعيش في مستنقع الأخطاء، وقال: “يفكرون بأن الهجوم على مناطق حق الدفاع عن الشعب هي على الثوار في جبال كردستان فقط، ولا يفكرون بأن الهجمات التركية هي ضد شعب باشور، وضد الوجود الكردي هناك وضد كردستان”.
عاود الاحتلال التركي شن هجمات لمناطق حق الدفاع المشروع ومناطق باشور كردستان بشكل مُكثّف في 27 أيار المنصرم بالطائرات الحربية والمدافع والصواريخ، وأدى القصف لاستشهاد العشرات من المدنيين، وإلحاق أضرار جمة بممتلكاتهم، وبشكل خاص في مناطق خاكورك وبرادوست. وبيّن عضو الهيئة التنفيذية لحركة المجتمع الديمقراطي آلدار خليل بأن تركيا وعبر هجماتها هذه تتحضر لخارطة الطريق الجديد التي تُعد للمنطقة.
وأشار آلدار خليل إلى أن المنطقة تشهد تناقضات وأزمات منذ أعوام، ومعظم دول المنطقة تشهد حالة عدم الاستقرار كالعراق وسوريا وبعض الدول الأخرى، لذلك تحاول بعض الدول الاستفادة من هذه التناقضات، وتبني مصالحها بموجب ذلك وعلى رأسهم تركيا، وقال: “تركيا مدت يدها ضمن معظم الدول التي تشهد صراعات الآن، كمصر وليبيا وسوريا والآن تمد يدها إلى العراق وبشكل خاص مناطق إقليم كردستان في محاولة لاحتلالها”.
آلدار خليل نوّه بأن الممارسات التي تقوم بها تركيا هي خطوة تحضيرية لعام 2023، موعد انتهاء اتفاقية لوزان (وهي الاتفاقية التي بموجبها جُزئت كردستان لأربعة أجزاء بين تركيا والقوى العالمية). حيث يتم إعداد خارطة طريق جديدة للمنطقة، وقال: “تركيا تتحضر لذلك الآن، ففي الآونة الأخيرة هاجمت عفرين، وحاولت احتلال منبج ومناطق شمال وشرق سوريا، والآن تهاجم مناطق باشور كردستان”.
ونوّه خليل بأن الهجمات التركية على مناطق باشور كردستان ليست وليدة اللحظة، وقال: “قبل استفتاء إقليم كردستان أطلق أردوغان تهديداته قبل تحديد حكومة بغداد موقفها من الاستفتاء، واستقدم جيشه إلى حدود باشور كردستان، فأردوغان حتى اللحظة لم يعترف بوجود الكرد في باشور كردستان، ويُوضح بأنه ارتكب خطأً إبان حكم صدام ولم يتدخل لمنع تشكيل كيان كردي في باشور”.
تركيا تحاول احتلال باشور كردستان
ونوّه آلدار خليل إلى أن الاحتلال التركي وبعد استفتاء إقليم كردستان شنّ هجماته على إقليم كردستان، لذلك تجرأت حكومة بغداد أيضاً وشنّت هجماتها على باشور.
وأجرت حكومة إقليم كردستان في 25 أيلول 2017 عملية الاستفتاء التي شملت محافظات إقليم كردستان الثلاث هولير، والسليمانية ودهوك، إلى جانب مناطق متنازع عليها مع بغداد، وتشمل كركوك خاصة، ومناطق أخرى واسعة في كل من محافظات الموصل وديالى وصلاح الدين. وبعد عملية الاستفتاء استقدمت الحكومة العراقية قواتها إلى كركوك ووضعت يدها على كافة المعابر الحدودية بين إقليم كردستان وتركيا وإيران بالإضافة للمطارات.
ولفت خليل الانتباه إلى أن الاحتلال التركي وبذرائع مختلفة أنشأ قواعد عسكرية له في باشور كردستان، وقال: “الجميع والرأي العام العالمي يُدرك جيداً لماذا أنشأ أردوغان قواعد له في باشور كردستان والموصل وبعشيقة، ولماذا نشر أردوغان استخباراته في معظم مناطق باشور كردستان”.
وأوضح آلدار خليل إلى أن تركيا تحاول وبذرائع وحجج احتلال باشور كردستان كما فعلت في عفرين، بالإضافة للتأثير على حركة الحرية ومحاولة إضعافها، وقال: “لأن حركة حرية كردستان تناضل من أجل المشروع الديمقراطي في الشرق الأوسط”.
حكومة إقليم كردستان تعيش في مستنقع الأخطاء
وحول أسباب صمت الحكومة العراقية وحكومة إقليم كردستان بصدد الهجمات التي يشنها جيش الاحتلال التركي، بيّن خليل إلى أن الحكومة العراقية إلى الآن لم تستطع تمثيل الشعب العراقي والجمهورية العراقية نتيجة الصراعات الداخلي ضمنها، وقال: “وبالنسبة لحكومة إقليم كردستان تعيش في مستنقع الأخطاء، ويفكرون بأن الهجوم على مناطق حق الدفاع الشعبي هي على الثوار في جبال كردستان فقط، ولا يفكرون بأن الهجمات التركية هي ضد شعب باشور، ضد الوجود الكردي في باشور كردستان وضد كردستان”.
ولفت آلدار خليل الانتباه لوجود علاقات اقتصادية وسياسية وما إلى ذلك بين حكومة إقليم كردستان وتركيا، وقال: “هذا لا يعني ألا توضح حكومة إقليم كردستان موقفها حيال الهجمات التركية، وعدم إبداء حكومة إقليم كردستان موقفها حيال الهجمات التركية ستُؤثر على شعب باشور كردستان ومستقبله”.
آلدار خليل أشار إلى أن شعب باشور كردستان لن يقبل بوجود الاحتلال التركي على أرضه، وسينتفض كما حدث في السباق في مناطق شلادزيه، وقال: “هذا حقه الشرعي، يجب أن يدرك بأن وجود الاحتلال التركي في باشور خطر عليه ومن حقه أن ينتفض ضده”.
وانتقد آلدار خليل صمت حكومة إقليم كردستان حيال الهجمات التركية على باشور كردستان، وقال: “ما تزال حكومة إقليم كردستان تسير بموجب اتفاقات عهد صدام حسين، وتسمح لتركيا باحتلال باشور وشن هجماتها”.
وحول مواقف بعض القوى والشخصيات العراقية المُنددة بهجمات الاحتلال التركي ضد باشور كردستان قال آلدار إلى أنها محل تقدير واحترام، وبيّن إلى أنها ليست كافية ويجب أن تُنظم تلك المواقف وتحرك الرأي العام العالمي.
المصدر: وكالات