إن المواقف التركية ضد تجربة شعبنا هي مواقف لا تستهدف فئة أو طرف سياسي معين ولا سيما بعد ما حصل من احتلال لعفرين، حيث تبين إن الهدف هو القضاء على ما يخدم تطلعات شعبنا الكردي وكل شعوب المنطقة بدليل أن بعض القوى التي كانت تعول على دولة الاحتلال التركي في حربها ضد عفرين وقبلها ضد عموم مناطق شعبنا خسرت رهانها. اليوم تشنّ دولة الاحتلال التركي حرب وتهديدات بكافة الإمكانات التي لديها والأهداف هي ذاتها التي بدأتها منذ البداية؛ بمعنى إن المرحلة التي فشلت فيها المخططات التركية عبر أدواتها في النيل من إرادة شعبنا وكانت دولة الاحتلال التركي تحاول بسبل غير مباشرة، اليوم باتت كل الأمور علنية وواضحة وتواجهنا دولة الاحتلال التركي بكل معنى الكلمة.
لا أعتقد بأن البحث عن تفسير للمواقف التركية فيها صعوبة بحكم العلانية التي تحدثت عنها. لكن؛ ماذا سيكون مصير كل من يرى بأن دولة الاحتلال تنتهج مسلكاً سليماً في معالجة قضايا المنطقة بما فيها القضية السورية وضمنها الكردية؟ خاصة مع تكرار دولة الاحتلال التركي جميع تدخلاتها في سوريا. لكن؛ هذه المرة في المنطقة التي يسمونها شرق الفرات؟ البعض تحدث قبل مدة ومن الذين يقولون بأنهم يهدفون لخدمة الشعب الكردي عن إن ذلك التدخل هو بقصد إزالة العنصر الذي يهدد مستقبل الكرد وتركيا معاً – حسب الزعم- فإذا كان الأمر كذلك؛ لماذا لا نرى وجود موقف هام ووطني لهذه الأطراف؛ كي تحاول إحاطة هذا العنصر الخطير عليهم وعلى تركيا، بمعنى تخفيف الخطر عن شعبهم عبر المشاركة وإضفاء لون الوجود الفعلي لمن لا يشكل خطراً على أي أحد – طبعاً مجازاً نتحدث .
من يريد خدمة شعبه وتوفير مستقبل ديمقراطي له واستقرار عملي نحن نرحب به. الخلافات الموجودة وإن كانت ليست بالحجم الذي يتم تقديمه لا يمكن أن تؤثر على أي موقف وطني حينما يكون الهدف هو خدمة الشعب، السؤال ما هي آليات السماح؟ البعض يتحجج بأسباب وعراقيل أنا كشخص موجود ضمن تفاصيل المجريات اليومية لا أجد هناك أية عرقلة لأيّ مشاركة من أي أحد وخاصة المجلس الوطني الكردي، لنكن واضحين المرحلة تحتاج لأي جهد وطني مسؤول والخدمة هي لصالح الشعب فليأتي أي أحد يشارك، يدير، يساهم في العمل السياسي والدبلوماسي وبالنهاية المصلحة العامة هي فوق كل اعتبار؛ كذلك لماذا لا نرى أي نشاط سياسي على الأرض للمجلس بأحزابه؟ خاصة مع قرار الإدارة بفتح المكاتب وحق العمل ضمن ما يحقق الديمقراطية ويكرسها لأن العمل بهذا الشكل هو نمط من أنماط تطوير العمل السياسي وخدمة لوحدة شعبنا.
لو نحاول رؤية الأمور بزاوية ضيقة ونخصص التهديد أو الهجوم التركي المحتمل أو غيره دون أن ندرك إن هناك شعب قدم التضحيات ولا يزال يقاوم سنكون مخطئين؛ يجب أن يكون هناك ترفع عن كل الأمور والخلافات حينما يكون الهدف هو شعبنا ومشروعه وتضحياته. يجب أن يكون هناك حال وجود هذا الخطر على منطقتنا وشعبنا أن نثبت بأننا لا نريد أن نرى هناك أي عزل لأي مشروع كردي مهما كان، في استفتاء باشور كردستان بغض النظر عن المشروع لكن شعبنا كان يحترم إرادة شعب باشور كردستان، المواقف التركية التي ظهرت ضد تلك الإرادة تم تقييمها على إنها امتداد لحالة العداء ضد شعبنا في روج آفا وشمال سوريا.
لخدمة الشعب لا يوجد هناك حاجة لأن تكون هناك دعوات خاصة حينما تكون الوطنية هي السائدة في المواقف. لكن؛ وكنوع من الواجب الذي نريد أن نكرره دوماً الأبواب مفتوحة لعودة أي أحد يريد خدمة شعبه وقضيته، على ألا ينجر أي طرف لخدمة شعبه على حساب أمور مضمونها ليس في خدمة الشعب. إن أرادت القوى الكردية التي هي خارج المشروع الموجود اليوم على الأرض الإثبات بأنهم يريدون العمل وهناك من يعرقل ليتم الإعلان عن ذلك علناً وليبحث الشعب عن العراقيل ويحاسب من يعرقل. بوحدة الهدف ووحدة النضال؛ نضمن مستقبل شعبنا ولا يمكن لنا تحقيق ذلك مع إصرار أي أحد على إثارة مواضيع وأمور دون التغلب عليها والبدء بمواقف عملية وطنية وجادة .