أفادت وزارة الخارجية التركية، وبالاتفاق مع الخارجية الروسية، بأن الظروف الحالية لا تتيح فرصة لمواصلة مفاوضات تطبيع العلاقات بين دمشق وأنقرة.
وجاء ذلك، خلال مباحثات جرت بين الوزير التركي هاكان فيدان، ونظيره الروسي سيرغي لافروف، تضمنت الملف السوري، على هامش مؤتمر أنطاليا الدبلوماسي في نسخته الثالثة.
وأشار فيدان، أمس الأحد، في كلمة بختام المنتدى، إنه اتفق مع لافروف على الحاجة إلى “خلق بيئة نقاش أوثق حول القضية السورية”.
وأضاف بأنه اتفق أيضاً مع نظيره السوري على الحاجة إلى مناقشة الملف السوري بالتفصيل، “لأن عودة اللاجئين، ومسألة كتابة الدستور الجديد، ومكافحة الإرهاب، كلها قضايا عالقة حالياً في سوريا، وتحتاج إلى التقدم بطريقة أو بأخرى”.
وادعى فيدان، بأن هذه المسائل “تتعلق بشكل وثيق بأمن تركيا ومصالحها الوطنية”، بحسب ما نقلت وسائل إعلام تركية.
وتابع: “سنواصل مناقشة هذه القضية عن كثب مع العديد من الدول، بما في ذلك روسيا”.
وقبل أيام، استبعد المبعوث الخاص للرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى سوريا، ألكسندر لافرنتييف، إمكانية عقد لقاء بين الرئيس التركي ونظيره السوري، قائلاً بأنه، “الآن لا توجد احتمالات للقاء القادة”.
وأشار المبعوث الروسي، بأن أسباب جمود المسار هي رغبة دمشق بالحصول على ضمانات من تركيا بأنها ستسحب قواتها من سوريا.
من جهة أخرى، أكد مراقبون للشأن السوري، بأن تصريح فيدان جاء في ظل رغبة الطرفين (أنقرة وموسكو) مع إيران إلى إبعاد دمشق عن مسار اجتماع “أستانا”.
ولفت مراقبون، أن الأحداث والهجمات التي تجري في الآونة الأخيرة وفشل اجتماع “أستانا” بنسخته الـ 21 في التوصل إلى أي جديد، وما جاء في البيان الختامي دليل على نية موسكو وأنقرة إبعاد دمشق عن الاجتماع ليسنى للطرفين تنفيذ مخططاتهما في المنطقة.
ويرى مراقبون أن تكثيف الهجمات من قبل الاحتلال التركي والفصائل المسلحة الموالية لها في منطقة “خفض التصعيد” ضد قوات حكومة دمشق وعدم الرد من قبل روسيا وإيران، دليل على أن كلاً من روسيا وتركيا وإيران قد اتفقت على عقد الاجتماع الجديد دون دعوة حكومة دمشق.
وترى موسكو وطهران تعنت حكومة دمشق بضرورة انسحاب تركيا من أراضيها عثرة في تنفيذ مخططاتها ضمن الأراضي السورية والتي تخص وجودها في الشرق الأوسط.
وسبق أن أكدت أطراف سورية أخرى بأن إعادة العلاقات بين دمشق وأنقرة لن يكون له فائدة لحل الأزمة السورية بل على العكس سيزيد من معاناة السوريين مع احتمال أن تدخل المناطق الشمالية بشقيها الشرقي والغربي في دائرة صراع وحروب جديدة تؤدي إلى موجات نزوح وزيادة في أعداد ضحايا الحرب، مشيرين إلى أن الحل الحقيقي في اتفاق السوريين بين بعضهم البعض دون أي تدخل خارجي.