وجاء في البيان:
“نتابع بالتفاصيل الحملة التي بدأتها الأمم المتحدة والتي تتضمن مساعي دبلوماسية وسياسية جديدة من خلال المبعوث الأممي الجديد إلى سوريا السيد غيير بيدرسون والذي يقوم بعقد لقاءات مع الأطراف السياسية ومناقشة تشكيل لجان لإعداد الدستور حيث يبدو أن الجهود ستكون في المرحلة القادمة لإيجاد مشروع جديد خاصة مع طرح السيد بيدرسون لرؤيته للحل في سوريا.
إننا في مكتب العلاقات الخارجية للإدارة الذاتية نثّمن رؤية السيد بيدرسون حول الإدارة وقوات سوريا الديمقراطية ونقيمها إيجابياً ونرى بأنها تمثل الواقع الموجود ونتطلع بأن تتطور هذه الرؤية إلى الناحية العملية بالنظر إلى الإرادة السياسية لمكونات شمال وشرق سوريا كجزء مهم للحل والاستقرار في سوريا؛ لكن في ظل التحرك الأممي الآن يبدو هناك بعض الأمور التي هي موضع تساؤل خاصة فيما يتعلق بالإدارة الذاتية وموقعها في هذا الإطار؛ لذا نؤكد بأن أيّة عملية لإقصاء مكونات شمال وشرق سوريا وإرادتهم المتمثلة في الإدارة الذاتية لن يكون في خدمة الحل السوري كذلك لن يكون هناك أي حل حالما يتم اتباع السياسات السابقة بإقصاء إرادة مكونات شمال وشرق سوريا ولن يعبّر عن اللوحة الحقيقية للتنوع الموجود في سوريا وللتضحيات التي تم تقديمها على مدار السنوات من قبل أبناء منطقتنا خاصة في الحرب على الإرهاب، حيث بلغ عدد الشهداء ما يقارب العشرة آلاف شهيد إذا لم يتم رؤية هذه التضحيات والتعامل معها بأنها مسؤولية تمت بدافع الحل والاستقرار وتطوير الحل الديمقراطي فإن ذلك لن يكون موقفاً أخلاقياً وبالتالي أي مخرجات تتم بدون مشاركة الإدارة الذاتية فإننا غير ملزمون بها على الإطلاق.
كإدارة ذاتية في شمال وشرق سوريا وكمكونات المنطقة نؤمن بسوريا جديدة ديمقراطية، تعددية لا مركزية ونناضل بكل الوسائل لتحقيق ذلك بالمشاركة مع كافة الأطراف السورية؛ حيث إننا بإرادتنا السياسية وقواتنا العسكرية استطعنا حماية المنطقة وبفعل التضحيات والإصرار على تهيئة أرضية الحل الديمقراطي تحولت مناطقنا إلى أكثر المناطق استقراراً في مقارنة مع باقي المناطق السورية كما وحققنا تطويراً فعلياً للواقع المجتمعي المهمش والمقّسم بفعل بعض الأطراف واستطعنا بناء مجتمع متعدد يسوده العيش المشترك والمشاركة في الإدارة والقرار بين كافة المكونات الموجودة في منطقتنا من عرب، كرد، سريان، آشور، أرمن، تركمان، شركس وغيرهم.
إن التهميش الذي تم ممارسته في مراحل الجهود الأممية التي تمت خلال السنوات الماضية وجولات التفاوض التي تمت لم تثمر عن نتائج عملية خاصة في ظل تدخل بعض الأطراف الإقليمية وإقصاء تمثيل مناطقنا، رؤية إرادة شمال وشرق سوريا في ظل إدارة ما يزيد عن 30% من مساحة سوريا وفي ظل الجهود التي تمت من خلال مكونات شمال وشرق سوريا في تحقيق الحل الديمقراطي سيثمر دون شك عن نتائج مهمة في تاريخ الأزمة السورية أما عكس ذلك فلن يكون لمصلحة الاستقرار والتوافق السوري على الإطلاق”.