أكد تقرير للبنتاغون أن تنظيم داعش الإرهابي يعاود الظهور في سوريا في الوقت الراهن وأن التنظيم لم يتم القضاء عليه بشكل كامل رغم إنهاء وجوده عسكرياً.
أفاد تقرير لمفتّش عام في وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون)، الثلاثاء، أن تنظيم داعش “يُعاود الظهور” في سوريا مع سحب الولايات المتحدة قواتها من البلاد، وأنه “عزّز قدراته” في العراق.
وأكد التقرير أنه رغم الخسارة التي مُني بها التنظيم في كل من العراق وسوريا إلا أنه عزز قدراته في العراق واستأنف أنشطته في سوريا خلال الربع الحالي من السنة.
وأوضح التقرير: استطاع التنظيم توحيد ودعم عمليّات في كلا البلدين، والسبب في ذلك يرجع بشكل جزئي إلى كون القوّات المحلّية غير قادرة على مواصلة عمليّات طويلة الأجل، أو شنّ عمليّاتٍ في وقت واحد، أو الحفاظ على الأراضي التي استعادتها.
وكانت قوات سوريا الديمقراطية قد أعلنت في 23 آذار/مارس 2019 القضاء على التنظيم بعد تجريده من مناطق سيطرته في الباغوز في محافظة دير الزور بعد أشهر من المعارك بدعم التحالف الدولي.
ورغم الإعلان عن القضاء على التنظيم إلا أن الإدارة الذاتية أطلقت عدة تحذيرات من أن قسد أنهت الوجود العسكري لداعش على الأرض إلا أن المعركة لم تنته وأن القادم يحتاج إلى جهود مختلفة للقضاء على التنظيم فكرياً وغير ذلك.
ولم تستمع الإدارة الأمريكية للأصوات المُحذرة من سحب القوات في شمال شرقي سوريا، وأعلن الرئيس الأمريكي قراره بسحب القوات، ما شكل أزمة بين الإدارة والبنتاغون، أدت إلى استقالة وزير الدفاع جيم ماتييس في أغسطس ٢٠١٨ بعد يوم من قرار ترامب سحب القوات من سوريا.
واعتبر التقرير الأمريكي أن عودة التنظيم إلى الظهور في سوريا حصلت عندما قامت واشنطن “بالانسحاب جزئيًّا” من هذا البلد، مُخالفةً بذلك رأي قوّات سوريا الديمقراطية التي كانت تُطالب “بمزيد من التدريب والتجهيز”.
وبعد انتهاء معركة شرق سوريا، أعلنت قوات سوريا الديمقراطية بدء مرحلة جديدة في قتال التنظيم، تتمثل بملاحقة خلاياه النائمة بتنسيق مع التحالف الدولي.
ويؤكد محللون وخبراء عسكريون أن القضاء على “الخلافة” لا يعني أن خطر التنظيم قد زال مع قدرته على تحريك خلايا نائمة في المناطق التي طُرد منها وانطلاقاً من البادية السورية.
ومؤخراً ومع تصاعد التهديدات التركية بحربها على شمال شرقي سوريا أكد المحللون أن الغرض من هذا التصعيد التركي هو منح التنظيم الإرهابي قبلة المحاياة وإعطاءه الفرصة للعودة من جديد.
كما خرجت تحذيرات من أن أي هجوم مماثل قد يخرج الوضع الأمني عن السيطرة، وأنهم بالتالي لن يتمكنوا من حماية السجون والمخيمات التي تأوي الآلاف من مقاتلي التنظيم وأفراد عائلاتهم ما يعني كارثة حقيقية تُعيد التنظيم إلى دائرة الضوء من جديد وربما بقوة أكبر من المتخيل.